- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ان لم تكن عراقيا ...(( احسنلك )) !!!
حجم النص
نوار جابر الحجامي
قد يختلف معي الكثير في العنوان لكونه يضرب عراقيتنا او انتمائنا الوطني , ولكني اطالب منكم ان تفهموا ما حصل معي ثم تقيمون ذلك !!
بعد استيقاظي صباحاً قررت ان ادخل لاستحم , بعد ان ملئ رأسي من الاتربة المتناثرة وغبار الزمان الذي ما انفك يثار في عقلي .
لم اجد ماء لاستحم فتيممت في عقلي وقلت ان العراق بلد الخيرات ونحن نسبح في خيره !
خرجت لانطلق الى مقر عملي فرحاً بملابسي , التي لم تتيمم بماء الوطن , لاجد الشوارع مغلقة و(قافلة للستار)... فابتسمت وقلت ان الوطن مليء بالسيارات , وهذا من نعم الله على العراق انه يغص بالسايبات في وطن ما يقارب ال120 مليار دولار !!...
اكملت طريقي وانا انظر للوجوه وهي مبتسمة من الفرح او تبتسم على وجهي (الما غاسلة) !! او انها تبتسم من فيض السعادة ولكن على كل حال هي مبتسمة.
وصلت الى مكان عملي لاجد زملائي بعيونهم الحمراء التي تدل على انهم قضوا ليلة حمراء باحتفال صاخب مع الحرمس الذي لسان حاله يقول (مع الحرمس مش حتقدر تغمض عينيك) .
استمر يومي بين الروتين المدمر للابداع وبين الفوضى التي يفترض المدير انها خلاقة !!..
انتهى يوم العمل لاعود لبيتي مؤزراً بالطين الذي ملأ فراغات حذائي ليعلن حذائي انه استسلم للالم , وقرر ان ينفجر مثله مثل الاوضاع الانفجارية في العراق .
الوضع بالعراق عادة ما يكون مظلما بالرغم من اني احاول ان ارى الضوء في وسط زحام الظلمات ولكني اعجز .
كثيراً ما قيل لنا ان نتفائل وان نرى النصف المملوء من الكاس ,ولكني للاسف ارى ان الكأس فارغ الا من الالم والاوجاع .
من المعيب على بلد مثل العراق يملك نهرين وابناءه لا يملكون ماء ليستحموا به , ومن المؤسف لبلد ميزانيته اكبر من ميزانية 4 دول ولا يستطيع ان يوفر الكهرباء لمواطنيه .
لو كنت من بلد فقير مثل الصومال لقبلت بالواقع واعتبرت ان ما يجري حولي قدري ونصيبي وسأسكت ابداً .
اما ان تكون في بلد مثل العراق غني بكل المقاييس ومع ذلك نعيش حياة بدائية فهذا ما لا ارتضيه لي ولكم