
بقلم: ماجد زيدان
قبل اكثر من ستين عاما كنا طلاباً، الطريق الى مدرستنا يمر بجانب سياج عال في مركز مدينة بغداد الجديدة، علمنا انه معملا للرحلات المدرسية يحتل مساحة واسعة، وشاهدنا عدة مرات الشاحنات تخرج منه محملة بالرحلات، ولايزال المبنى قائماً، ولا نعرف هل لايزال ينتج أم لا ؟
المهم تذكرته وأنا أقرأ خبراً لوزارة التربية تدعي فيه أنها تخطط لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الرحلات في المناطق الريفية والنائية، وانها وزعت 250 الف رحلة العام الماضي على مديريات التربية في البلاد، ولكن الوزارة لم تخبرنا ما مقدار الحاجة، وهل ستنتهي حالة الاكتظاظ والتزاحم على مقعد في الصفوف الدراسية ونتخلص من جلب "الجودليات" في بعض المدارس ونعود الى ما كنا فيه من بحبوبة في المقاعد، حيث تتوفر بعض الشواغر فيها قبل ستة عقود ؟
الان.. بعض التلاميذ يفترش الأرض عند نقل ما موجود على السبورة او حل الواجب الصفي حسب ما نلاحظ من الصور التي تنشر في وسائل الاعلام لعدم وجود مقاعد كافية، ويصل العدد أربعة أو خمسة تلاميذ في كل مقعد في العديد من الصفوف، وما يتسبب به ضيق الحيز من معاكسات ومشاحنات بين التلاميذ تأخذ وقتاً من المعلمين والمعلمات في اخمادها وفرض الهدوء في الصفوف لضمان واشتراط حسن التعلّم.
لا نجد عذراً لوزارة التربية ان لا تنشئ معملاً كبيراً يغطي الحاجة في كل محافظة يوفر الأثاث المدرسية بأنواعها، خصوصا ان هذه المعامل ليست مكلفة ولا تتطلب الرأسمال الكبير ومثلما يقول اهل الاقتصاد، وبإمكان موازنة الوزارة ان تتحملها ..
في كثير من البلدان لجأت الى ان يكون لكل تلميذ مقعده الخاص، وليس الى الرحلة بشكلها التقليدي، حتى جلوس تلميذين على الرحلة لا يراه التربويين مثالياً، ولا يقبلون بأي شكل جلوس أربعة تلاميذ على رحلة واحدة.
التعليم الجيد يستلزم ليس توفير البرامج والمناهج والابنية المناسبة ومعلمين ومعلمات يكونون على اعلى مستوى وتدريب وما الى ذلك، وانما أيضا الأثاث لا يقل أهمية، فالمدرسة مؤسسة تربوية لا ينفع ولا يمكن ان تكون آمنة لطلابنا ومريحة بلا حاجاتها الأساسية ومستلزماتها وعلى احسن حال.
أقرأ ايضاً
- من سرق عطلتنا المدرسية ؟
- النشرة المدرسية ـ في القرن الماضي ـ مدرسة التوجيه الابتدائية للبنين في كربلاء أنموذجا
- تجربة مشروع التغذية المدرسية في محافظة كربلاء خلال سبعينات القرن الماضي