يعتبر موكب عزاء جمهور الحيدرية من ابرز واقدم المواكب الحسينية العزائية الكربلائية، حيث يساهم اعضائه والمشاركون معهم باحياء مختلف انواع الشعائر خلال شهر محرم الحرام منذ مئات السنين، فينصبون تكية فيها قناديل وشمعدان تمتد اعمارها الى حوالي (200 ــ 300) عاما، وينزلون بمواكب الزنجيل والمشق والتطبير والتشابيه.
وقال "جعفر صادق" احد اعضاء الموكب لوكالة نون الخبرية ان" اساس الموكب بدأ من "الترك" الذين كانوا يسكنون كربلاء المقدسة، وكان موكبنا جزء من موكب عزائهم، وانفرد عنهم واصبح موكب عزاء جمهور الحيدرية وكان من ابرز مؤسسيه القدماء "كاظم حسون"، و"صادق حداد"، و"رضا حريج"، و"ماشي"، و"حجي جواد"، و"رسول التكمجي"، و"جواد ابو الحب"، و"ابن الاموي"، ومكانه سابقا وحاليا نفسه في الجهة المقابلة لمضيف الامام الحسين(عليه السلام) وتعود ملكيته الى "مصطفى خان"، وكانت التكية والمنبر مكونات من الخشب والزجاج والقناديل الزجاجية وديكورات بسيطة، ولم تكن الحداثة او الكهرباء موجودة، ويتميز موكبنا بأن الكثير من القناديل الزجاجية (اللالات) المعروضة في تكيته اعمارها واغلة في القدم، ومنها تتجاوز اعمارها (200) سنة، ومصنوعة في دول روسيا، والجيك، وتركيا، ومن اقدم القناديل هي "الفيروزي الرضوي"، و"الفيلي"، و"الباذنجاني" ، وكذلك في التكية شمعدان مكون من (11) "مصباح"، الذي نسميه عرفا " شاخة"، وهو قديم جدا وقد يصل عمره الى (300) عام لانه كان موجود منذ كان جدي خادما في الموكب ثم انتقل الى ابي ثم الي من بعدهم".
ويشرح اساليب المحافظة على تلك القناديل الزجاجية خلال قرون من الزمان بالقول" ان تلك القناديل نخصص لها غرفا منفرد في بيوتنا ولا يوضع معها اي حاجة، ومنها غرفة في بيتي مساحتها (25) متر مربع، ونستعمل سابقا صناديق الكارتون ونلفها بورق الجرائد خلال نقلها من مكان لآخر، اما حاليا فجلبت صناديق بلاستيكية كبيرة من ايران مغلفة اطرافها بمواد حافظة وعازلة من "الفلين" المقطع الذي يسمح باستيعاب القناديل ، وتبلغ سعة الصندوق الواحد (15) قنديل بشكل امين يمنع تكسرها"، مشيرا الى ان "اصعب وقت مر على الموكب ليحافظ على تلك القناديل هو عام (1976) وما تلاه حيث منع النظام الدكتاتوري المباد اقامة الشعائر، وكان لعمي الحاج "جواد الشمر" مقتنيات باهظة الثمن، وصادرت الاجهزة القمعية البعثية حوالي حمل اربع سيارات من مستلزمات العزاء الحسيني والتشابيه من بيته في منطقة العباسية قرب "كراج البارودي"، وبعد زوال النظام المباد فزعنا على الفور لاعادة نصب الموكب واداء الشعائر والتشابيه والزنجيل والردات الحسينية وتقديم الخدمة لاننا ورثناها من اجدادنا وآبائنا، وادخلنا تحديثات كثير على اكسسوارات التشابية والملابس والتكية بانفاق خاص من عمي "جواد الشمر" ومن بعده ولده "حيدر"، كما يخرج الموكب بعزاء الزنجيل الغفير صباحا، ومسيرة لموكب التشابيه عصرا، وكان من ضمن فعاليات الموكب مسيرة "المشق" التحضيرية للتطبير يوم التاسع من المحرم باعداد كبيرة جدا بالرغم من اختفاء تلك الفعالية القديمة التي كانت تجري في مدينة كربلاء المقدسة، وننوي هذا العام النزول من عند الحسينية الخاصة بالموكب في منطقة البارودي باتجاه مرقد الامام الحسين (عليه السلام) لاستيعاب الاعداد الكبيرة من المشاركين".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي


التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!