ابحث في الموقع

موكب "عزاء الامام علي" من بغداد.. اجيال تخدم زائري الحسين في كربلاء منذ (59) عاما

موكب "عزاء الامام علي" من بغداد.. اجيال تخدم زائري الحسين  في كربلاء منذ  (59) عاما
موكب "عزاء الامام علي" من بغداد.. اجيال تخدم زائري الحسين في كربلاء منذ (59) عاما

شربوا حب الحسين من نعومة اظفارهم وكانوا يسكنون الكاظمية المقدسة فمارسوا شعائر اللطم والزنجيل والخدمة الحسينية في احلك الظروف واصعبها، ثم انتقلوا الى مدينة الشعلة، واعدم منهم الكثير لتمسكهم بحب ابي عبد الله، ولم ينثنوا او يتخاذلوا، وما ان زال الطاغية المقبور وجلاوزته، حتى كانوا من اوائل المواكب التي تحيي الشعائر وتقدم الخدمة في الكاظمية وكربلاء المقدستين، واصبح موكبهم يشار لهم بالبنان لحجم الخدمات المقدمة فيه للزائرين العراقيين والعرب والاجانب.

بين الكاظمية والشعلة


يسرد كافل الموكب " كرار الملا خضير عباس" لوكالة نون الخبرية تاريخ الموكب ومؤسسيه وخدماته التي يقدمها في بغداد وكربلاء وباقي المدن بقوله ان" موكب "عزاء الامام علي" تأسس في العام (1966) وهو في الاصل من مواكب اهالي الكاظمية كوننا من سكنة هذه المدينة الدينية العريقة، والمعروف ان المناطق المحيطة مثل الحرية والشعلة تمارس شعائرها في الكاظمية، ومن مؤسسيه الحاج "ابو جساب" و"الملا خضير" وغيرهم وهو فرع من موكب الجواهرية، كما تفرع منه موكب "شباب الامام علي" وكفيله الحاج "سالم الابراهيمي"، وفي العام (1972) اتخذ من جامع الامام علي (عليه السلام) في مدينة الشعلة مقرا له ولهذه اللحظة، وتميز الموكب بشعائر مسيرة الزنجيل والتطبير، واقامة الشعائر في مناسبات الائمة الاطهار في ولاداتهم واستشهادهم، كما كانوا ينظمون زيارات لاضرحة الائمة الاطهار والشخصيات المهمة مثل سلمان المحمـدي في المدائن وتاج الدين في واسط، والقاسم في بابل، والحمزة في الديوانية، ولديهم ايضا خدمات الاطعام والشراب ولكن بكميات تسد الحاجة نظرا للظروف الاقتصادية المعروفة حينها، ونحتفظ الى الآن بالصحون المصنوعة من مادة النحاس "الصفر" التي كان الطعام يقدم بها قبل عقود من الزمن، كما نحتفظ بصور لمؤسسي الموكب وهم يحملون على اكتافهم المتاع والزاد للزوار وكانت والدتي تشارك في صنع "خبز العباس" وتوزيعه على الزوار الذين يسيرون ثلاثة ايام من بغداد الى كربلاء المقدسة".

 

 


زوال الغمة


وبعد سقوط نظام الطاغية المقبور الذي كان موعده قريبا من ايام الاربعينية وانفراج الامور كان المسير مليوني ويحتاج الى خدمات كبيرة يقول عنها ان" الموكب توحد بثلاث مواكب هي شباب الحسين وشباب الامام واصبح موكبا واحدا هو "الامام علي" وعاد الى سابق عهده، لاسيما انه اعطى الكثير من الشهداء الذين اعدموا بسبب تمسكهم بمنهج الحسين (عليه السلام)، وكوننا لم نترك الشعائر او الخدمة الحسينية ونقيمها في البيوت إبان المنع البعثي باشرنا على الفور بتقديم الخدمة واقامة الشعائر باللطم في ضريح ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) وفي العام (2004) نزلنا بموكب متكامل في مضيف (آل مسافر) في شارع الامام علي بالمدينة القديمة باعداد كبيرة من المشاركين والخدام، وبعد ان زاد عدد المشاركين ولصغر حجم المضيف ومساحته، قمنا بنصب الموكب عند فندق "الميالي" لمدة سنة واحدة، ثم استقر بنا المقام هنا على شارع "ميثم التمار" وكانت المنطقة زراعية فيها بساتين ولم تكن مأهولة بالسكان، حتى اننا كنا ننقل قدور الطعام التي نطبخها بالعربات الى منطقة "باب بغداد" لتوزيعها على الزائرين، ونعتمد التقسيم الاداري والمهني في عمل الموكب، حيث لكل خدمة قاطع خاص بها مثل الشاي والقهوة، او المطبخ، او العصائر، او السياح، او المبيت، وباقي الخدمات، ولا يتدخل احد بعمل الآخر بل هناك تسوق خاص وادوات خاصة بكل منهم ووجبات عمل يسلم الاول للثاني فيما بينهم، كما وفرنا افران لصناعة الصمون الحجري والمعجنات، ونقدم وجبات الفطور الصباحي من الساعة الثانية بعد منتصف الليل الى ساعات النهار الاولى لمدة حوالي تسع ساعات، والغداء يقدم بعد صلاة الظهر بانواع مختلفة وبعدها وجبات خفيفة مثل الفلافل والمعجنات والكص والعصائر واللبن، وفي وجبة العشاء نقدم المشويات ومنها كباب اللحم، والمعلاك، ويستمر تقديمه الى قبل توزيع الفطور الصباحي".

ايام الذروة


لكل موكب حسابات وتوقيتات في الخدمة تتزامن مع حركة الزائرين وتواجدهم في مدينة كربلاء عن ذلك يقول ان" اكثر ايام الخدمة عندنا هي يومي الاربعينية والذي يليها، وعلي سبيل المثال ان الموكب يشوي الآن (40) دجاجة و(75) كيلوغرام من اللحم، في وجبة الغداء فقط، وفي ايام الذروة تصل الى (120) كيلوغرام، ونعمد على توزيع التمن والمرق لسد حاجة الاف الزائرين، ونهتم كثيرا بتوفير المجموعات الصحية، وخاصة للنساء الذي توجد لهن خدمات خاصة ويساهمن بصنع الخبر وخدمة الزائرات اللواتي يبيتن في الموكب، كما نهتم حاليا في فصل الصيف الحار بتوفير قوالب الثلج، حتى وصل العدد الى توفير (1000) قالب ثلج نستخدم منها ونوزع على المواكب القريبة منا، ونوزع (1300) كارتون اقداح الماء النقي (RO)".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!