واستعرض بارزاني، ما تحقق في كردستان، بالقول، إن الإقليم يمتلك خططاً طموحة للبناء والتنمية، حيث تعمل حكومة الإقليم على تنفيذها بمراحل: “دائماً دع الأفعال تتحدث وليس الكلام، وما تحقق حتى الآن موضع فخر واعتزاز لنا جميعاً”.
وأشار إلى أن “العديد من الزائرين من وسط وجنوب العراق يلمسون حجم التقدم الحاصل في كردستان”، قائلاً: “نتمنى أن نرى نفس التقدم والتطور في جميع مناطق العراق، وما تحقق في كردستان هو موضع تقدير للكرد والعرب أيضاً”.
وفي معرض حديثه عن الفوارق بين الإقليم وبغداد، قال بارزاني: “في كردستان توجد إرادة وتخطيط وتنفيذ واضح، بينما في بغداد هناك فوضى مع الأسف، ومشاريع متعثرة تُستغل للإثراء بدلاً من الإعمار”.
ورأى بارزاني، أن المشكلة تكمن في “غياب التخطيط السليم، والإدارة الرشيدة، والإرادة الحقيقية للتطوير”.
وأوضح، أن قيادة إقليم كردستان كانت تفكر في مقاطعة الانتخابات بسبب القانون الانتخابي الذي وصفه بـ”الجائر وغير العادل”، معتقداً: “القانون الحالي محدد النتائج مسبقاً تقريباً، إذ تم تحديد مقاعد المحافظات بناءً على البطاقة التموينية، التي تُعد أساس الفساد”.
وبيّن، أن “المشاركة جاءت بعد اتصالات مع قوى شيعية وسنية في بغداد توصّلت إلى قناعة بضرورة إصلاح القانون وإعادة العملية السياسية إلى مسارها الصحيح”، موضحاً: “قررنا المشاركة لنرى ما إذا كان بالإمكان بناء تحالفات مع القوى الأصيلة التي ناضلت وتعبت من أجل العراق”.
وشدد بارزاني: “مشاركتنا ليست من أجل المقاعد، بل لإصلاح الوضع السياسي في العراق وإعادة المسار الديمقراطي إلى طريقه الصحيح”.
وأكد أن الحزب الديمقراطي الكردستاني قرر خوض الانتخابات بشكل مستقل لإظهار حجمه الحقيقي: “في الانتخابات السابقة حصلنا على أكثر من 800 ألف صوت، ومع إضافة محافظات كركوك ونينوى وبغداد وديالى سيتجاوز العدد المليون، وهو الهدف الذي نطمح إليه”.
كما دعا إلى تعديل قانون الانتخابات واعتماد الدائرة الواحدة لضمان العدالة، قائلاً: “في نظام الدائرة الواحدة لا يُظلم أي طرف، وكل جهة تحصل على حجمها الحقيقي”.
وحول مقاطعة بعض القوى، وعلى رأسها التيار الصدري، عبّر بارزاني عن أسفه قائلاً: “كنت اتمنى أن يشارك التيار الصدري والسيد مقتدى الصدر في الانتخابات، لأن مشاركتهم كانت ستكون أفضل للمشهد السياسي العراقي”.
وفي سياق آخر، تطرق إلى العلاقة بين الإقليم وبغداد: “العلاقة ما زالت تعاني من غياب ثقافة تقبّل الآخر، وهذه الثقافة هي التي قادت في الماضي إلى الكيمياوي والأنفال وما زالت موجودة لدى بعض الأطراف”.
وأردف:“لا نهتم إن كانت بغداد تعاملنا بالمثل، لقد سامحنا من ارتكب الجرائم بحق شعبنا لأن لدينا قيمنا وتقاليدنا”.
وأوضح، أن المشكلة لا تتعلق بطائفة معينة، بل بثقافة عامة ترفض الاختلاف: “من يظن أن الحكم سيبقى بيده إلى الأبد فهو واهم، واستمرار هذه السياسات سيضر بالعراق أولاً”.
واختتم حديثه قائلاً: “في الإطار التنسيقي أناس نحترمهم ونختلف معهم سياسياً، لكن هناك أطرافاً عداؤها للإقليم يتجاوز حدود الخلاف السياسي”.
ويستعد العراق لإجراء سادس انتخابات برلمانية بعد عام 2003، المقررة في 11 من شهر تشرين الثاني 2025، في أجواء مختلفة عن جميع الدورات السابقة، إذ تأتي وسط تصاعد الجدل حول ملف سلاح الفصائل المسلحة وضرورة حصره بيد الدولة، بالتزامن مع مقاطعة التيار الصدري للانتخابات بوصفه أحد أبرز القوى السياسية المؤثرة.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!