وقال مسؤول شعبة الصيانة والترميم داخل حرم الامام الحسين (عليه السلام) "حسنين رحمن عبد الله" في تصريح لوكالة نون الخبرية ان "العمل بدأ بجمع المقتنيات التي تخص متحف الامام الحسين (عليه السلام) في بداية تأسيسه في العام (2009)، وعثرنا على قطع خشبية في مواقع عدة لم نعرف حينها الى اي شيء تعود وكانت توقعاتنا انها تعود الى الصندوق الخشبي للقبر الشريف كونها تمتاز بفن يسمى "فن الخاتم" وقد سمي بهذا الاسم كونه خاتم لجميع الفنون، الذي يدخل بصناعته حوالي (7) انواع من الاخشاب بالوان طبيعية، كما يدخل بصناعته معادن الفضة والذهب من القطع الثمينة"، مستدركا بالقول "لكن الآن ومع الحداثة التي طرأت استبدلت هذه القطع بالألمنيوم وغيرها من المعادن، وبعد ان جمعنا جميع القطع الخشبية في العام (2011)، وجدنا انها عبارة عن منبر خطابة يعود تاريخه الى حوالي (185) عاما ميلاديا، واهدي الى مرقد الامام الحسين (عليه السلام) من قبل رئيس وزراء الدولة القاجارية "الميرزا ابو الحسن خان" حيث كتب اسمه اعلى المنبر، وقد بحثنا عن هذا الاسم ووجدنا انه بالفعل رئيس الوزراء حينها، ومن المؤسف اننا عندما بدأنا بترميم هذه القطع وجدناها تضررت بشكل كبير نتيجة الرطوبة وغيرها، بسبب الخزن غير الصحيح لعدم معرفة من خزنها بقيمتها"، مشيرا بالقول" لكننا بعد ان انتظمنا في دورات تدريبية عالية المستوى في المتحف العراقي، تمكنا من تقليل الضرر الحاصل الى ادنى حد باستخدام المادة اللاصقة "الغراء".
واضاف ان "الميزة الاخرى التي يتميز بها هذا المنبر انه صنع بطريقة لم يستعمل في مسمار واحد، بل اعتمد في طريقة صناعته ما سمى بـ"التعشيق" او التركيب اي اشبه بما يسمى اليوم بلعبة "الميكانو"، وهذا الامر يعطي ميزة تفكيكه وتركيبه ونقله، لاسيما ان البناء القديم للعتبة الحسينية كان يضم دهاليز وابواب ضيقة وتصعب معه عملية الصعود والنزول، ويصعب معها ادخال مثل هذا المنبر بقياساته المصنوع منها"، منوها الى ان" الشروع باعادة ترميم وصيانة المنبر بدأ في العام (2015) لاننا لم نكن نمتلك الخبرات الكافية كونه صناعة وحرفة غير عراقية، وهو فن ايراني كان معمول به منذ زمن الدولتين القاجارية والصفوية ولغاية يومنا هذا، وكنا نبحث عن شخص خبير ومهاري يساعدنا في اعادة وترميم هذا المنبر ووجدنا الخبير الايراني المخضرم وشيخ المهنة "سامي صفر قهرمان" الذي يتجاوز عمره (85) عاما، وما ان تلقى دعوتنا حتى رمى مرضه والصعاب التي تواجهه خلف ظهره وجاء لخدمة حرم الامام الحسين (عليه السلام)، وبالفعل تعرض الى وعكة صحية في بداية العمل وتجاوزها، وباشر معنا قبل (11) عاما كون العمل يجري على مراحل، والنقوش الموجود على المنبر لا يوجد مثلها في زماننا الحالي، واضطررنا الى استبدالها حيث استخدم في صناعته "عظم العاج" الذي اصبح تحت الحظر الدولي وتمنع المتاجرة به، فاستبدل بعظم الابل الذي هو اشبه بعظم العاج، بعد ان يمر بمراحل عدة ليصبح مطابقا لصيانة هذه القطع، واستبدلنا الفضة بمادة الالمنيوم، كما استبدل الذهب بمادة النحاس"، لافتا الى ان" هناك الوان لأخشاب طبيعية غير موجودة حاليا، فقمنا بتلوين الخشب بالوان تطابق الخشب الاصلي حتى باتت لا يمكن التفريق بينها"، مشيرا الى ان "العمل يحتاج الى خمس مراحل ونحن الآن في المرحلة الثانية، ونحتاج الى ثلاث مراحل اخرى ليكتمل العمل"، مؤكدا بالقول ان" فريق الصيانة هم من اصحاب الحرف، ومع اعادة ترميم المنبر التاريخي، فقد اكتسبوا الخبرات من الخبير الايراني "قهرمان"، وسيرى الزائرون الى المتحف العمل المشترك الذي انجز على يد الخبير الايراني وحرفيو الشعبة من صناعة قطع مفقودة وترميم غيرها، ومن المؤمل انجاز ترميم منبر الخطابة القاجاري بالكامل خلال ثلاثة اسابيع وعرضه في المتحف".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!