ابحث في الموقع

زيارة اربعينية الامام الحسين..رسالة عالمية تحمل عبر اثيرها اروع صور المحبة والولاء

زيارة اربعينية الامام الحسين..رسالة عالمية تحمل عبر اثيرها اروع صور المحبة والولاء
زيارة اربعينية الامام الحسين..رسالة عالمية تحمل عبر اثيرها اروع صور المحبة والولاء

اذا كانت شجاعة الرجل وتضحياته هي التي تتجاوز العصر الذي عاش فيه، وتبقى قادرا على جذب الناس حتى بعد انقضاء الشروط الزمانية والمكانية للحدث، فأن المواقف الانسانية والبطولية للأمام الحسين واخيه ابا الفضل العباس(عليهما السلام) في واقعة الطف الاليمة استطاعت ان تصمُد في وجه الزمن وتنجح في امتحانه، و تثبت للعالم اجمع بأن المنطق الذي يقول ان الكثرة تغلب الشجاعة لا ينطبق مع ثورة الاحرار(ثورة انتصار الدم على السيف)،
واليوم نشاهد العشاق والموالين من مختلف البلدان والاديان يتوافدون في كل عام الى قبة الاحرار(عليه السلام) لأحياء ذكره الطاهر تاركين خلفهم مشاغل الدنيا ومغرياتها، ولينثروا عبر اثيرها اروع صور الولاء والمحبة لسبط النبي المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم)".
ولكي نتقرب اكثر الى افئدة الموالين ومشاعرهم ازاء الزيارة، التقينا الزائر خضر نعيم الموسوي البالغ من العمر 62 عاما من محافظة المثنى والذي بدأ حديثه بتعزية صاحب المصيبة الاكبر الامام المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف) المراجع العظام بمصيبة سيد الشهداء وعترته الطاهرة(عليهم السلام)، وقال: "ان المسيرة الحسينية التي يقيمها الموالين في كل عام ما هي الا احياء الذكر الحسيني وفاجعة الطف التي يشهد العالم بأجمع انها اكبر فاجعة في تاريخ البشر، كما نهدف من خلال هذه المسيرة الى استذكار السبايا،
وتابع الموسوي: ان شهري محرم وصفر تعتبر من الشهور العظيم عند الله تعالى ونسعى من خلال عظمة هذين الشهرين ان نكون اقرب الى الباري عز وجل من خلال عترته الطاهرة،
وفي الاجابة على السؤال الذي طرح بخصوص ما الذي يدفعك الى السير الالف الاقدام وفي اجواء حارة وممطرة في بعض الاحيان متوجها الى كربلاء في ظل وجود وسائل النقل؟، اجاب: " نحمد الله كثير على هذه النعمة المباركة والخدمة المشرفة التي نتفخر بتأديتها تقربا الى الله والى العترة الطاهرة، وبالحقيقة في بعض الاحيان يعجر اللسان عن التعبير عما يدور في العقل، لذا جل ما نقوله في شعورنا بهذه الخدمة هي فخر واعتزاء ولائنا لسبط النبي".

من جهة اخر يرى الزائر عبد الحمزة الراضي البالغ من العمر 76 عاما من محافظة الديوانية: "ان جميع المحبين والموالين لأهل البيت(عليه السلام) لديهم اطلاع كامل عما قدمه الامام الحسين(عليه السلام) والموكب الذي رافقه من المدينة حتى وصوله الى كربلاء، ونعي جيدا المواقف الانسانية و البطولية التي قدمها في سبيل الله احياء الدين الاسلامي ونصرت المظلومين، ولعل مقولته الشهيرة التي قالها لأخيه محمد ابن الحنفية في وصيه له «إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين»، هي خير دليل على الاهداف التي جاء من اجلها وقدم نفسه وعياله فداء لها، ولعظمة منزلته عند الله عز وجل نسعى في كل عام من محافظة الديوانية الى السير قدما نحو كربلاء الحسين من اجل احياء ذكره الطاهر كونه رمزا للشهادة والفداء،
واضاف الراضي: قد يستغرب الكثير عن سبب ذهابي سير الى كربلاء رغم كبر سني وطول المسافة، الى ان قناعتي بأن كل خطوة نقدمها للحسين (عليه السلام) تعادل الف حسنة وتمحوا الف سيئة وتعطي الف حجة، وبعض الروايات تقول انما يملكه ابي الاحرار من منزلة عظيمة عن الله عز وجل جعلت لكل زائر يذهب سيرا على اقدام بمنزلة شهداء الاسلام في عصر رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)، وبفضل الله لم انقطع عن اداء الخدمة منذ 31 عاما، وسنستمر في هذه الشعائر ما دمنا احياء، نسئل من الباري عز وجل ان يتقبل منا زيارتنا وان يوفقنا لخدمة اهل البيت ((عليهم السلام) وان يثبتنا على سراطه المستقيم".
ومن جانب اخر نرى المواكب والهيئات الحسينية والمؤسسات الرسمية تتسابق فيما بينها لتنال شرف المشاركة وخدمة الزائرين، الحاج ضرغام علي محسن ممثل موكب غريب الغرباء من ناحية القاسم يقربنا اكثر من هذه الخدمة المشرفة وكيفية الاستعداد لها من خلال حديثه: "ان بداية تأسيس موكب غريب الغرباء كانت في عام 2012م على يد ثلة خيرة من اهالي حي الشهداء ناحية القاسم، ويشارك فيه جميع اهالي المنطقة من كبار السن الى الشباب وكذلك النساء، ومنذ ذلك الوقت والخدام يعملون على توفير جميع المستلزمات التي يحتاجها الزائرين ابتداءً 7 صفر ولغاية انطلاق موكب جمهور القاسم والذي يصادف يوم 17 متوجها صوب قبة الاحرار ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) لأداء الزيارة،
واضافة محسن: " ان خدمة زوار ابي عبد الله (عليه السلام) لها منزلة كبيرة في قلوبنا، لذا فأن الاستعداد لهذه الايام ماديا ومعنويا يكون قبل اشهر من موعد الزيارة، من خلال توفير المستلزمات الغذائية المتنوعة من مأكل ومشرب وغيرها.

وفي الاجابة على السؤال الذي طرحته وكالة نون  حول شعور الخدام وهم يعملون لأيام وينفقون الاموال لأكثر من عشرة ايام، اجاب: " ان شرف المشاركة في خدمة زوار ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) هي بحد ذاته وسام لكل موالي، وان كل ما ننفقه ونقدمه لهؤلاء الزوار الا من اجل التقرب الى الله عز وجل واوليائه الصالحين، نسئل من الباري عز وجل ان يتقبل منا صالح اعمالنا و ان يثبتنا على طريق الحسين واصحابه ويوفقنا لخدمة الزائرين ما دمنا احياء".

من جهته تحدث المهندس جعفر جواد ممثل موكب شهداء الطف من محافظة الديوانية: "ان بداية تأسيس موكب شهداء الطف التابع لشركة خطوط الانابيب النفطية مستودع ومحطة ضخ الديوانية سنة 2004م، والفكرة بدأت من خلال موكب صغير اسسه بعض موظفي الشركة، والحمد لله ببركة الامام الحسين (عليه السلام) توسع الموكب واصبح يقدم الخدمات على طول زيارة الاربعين من خلال تبرعات الموظفين في الشركة،

وتابع جواد: ان خدمات الموكب تبدا من يوم 4 صفر من الساعة الرابعة صباحا والى المساء

تقرير: حسنين الزكروطي/ تصوير: محمد القرعاوي

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!