أعاد حادث اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، الجدل المستمر منذ السابع من تشرين الأول 2023، بشأن تعامل شركة "ميتا" المالكة لمنصتي فيسبوك وإنستغرام، مع المنشورات المتعلقة بالتصعيد في غزة، والأحداث المرتبطة به.
واشتكى مستخدمون لمنصات التواصل الاجتماعي وخاصة "فيسبوك" و"إنستغرام"، من حذف منشوراتهم عبر صفحاتهم الخاصة، وحجب محتوى يتضمن صورا لإسماعيل هنية، وتعليقات تتعلق بنعي رئيس المكتب السياسي لحماس، أو التطرق لمسيرته مع الحركة.
كذلك حذف "إنستغرام" منشورا يتضمن لقاء رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم مع هنية، في منتصف أيار من العام الجاري.
ونتيجة لذلك، أصدر مكتب الحكومة الماليزية بيانا تضمن انتقادات حادة لشركة "ميتا"، معتبرا "هذا العمل مؤشرا على التمييز ضد فلسطين، وننتظر توضيحا واعتذارا من ميتا".
ما أسباب إجراءات "ميتا"؟
عن السبب وراء هذه الإجراءات، قال استشاري الإعلام الرقمي وخبير وسائل التواصل الاجتماعي، محمد الحارثي، إن شركة "ميتا" تتعامل مع المنشورات التي تتناول الأحداث داخل فلسطين "بشكل غير محايد" منذ السابع من أكتوبر، وبالتالي جرى تطبيق نفس السياسات مع حادث اغتيال هنية.
وأضاف الحارثي أن "ميتا" عدلت سياساتها لتقييد المنشورات المؤيدة للقضية الفلسطينية، وفي المقابل أتاحت فرصة نشر كل ما يتعلق بالجانب الإسرائيلي، بما في ذلك ما نشره رواد المنصة من أخبار تحمل في طياتها معلومات زائفة، وفقاً لموقع سكاي نيوز عربية.
وسبق أن أفاد مستخدمون لإنستغرام بأن منشوراتهم وقصصهم حول ما يجري في الأراضي الفلسطينية لا تحظى بأي مشاهدات.
وبين تشرين الأول وتشرين الثاني من العام الماضي، وثقت "هيومن رايتس ووتش" أكثر من 1050 عملية إزالة وتضييق لمحتوى على "إنستغرام" و"فيسبوك" نشره فلسطينيون ومؤيدوهم، بما في ذلك ما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان.
وفي تشرين الأول الماضي، فرضت شركة "ميتا"، تدابير مؤقتة للحد من "التعليقات المحتمل أنها غير مرحب بها أو غير مرغوب فيها" على منشورات متعلقة بالحرب بين إسرائيل وحماس.
تصنيف "حماس"
أرجع المحاضر في مجال الإعلام الرقمي، معتز نادي، السبب في إجراءات شركة "ميتا" بعد السابع من أكتوبر، إلى أن المنصة تصنّف حماس كـ"جماعة إرهابية" وتستند إلى القانون الأميركي بشأن تنظيم المنظمات الخطرة والأفراد الخطرين.
وأوضح نادي أن "ميتا" تعمل على "إتاحة المحتوى الإخباري عن مثل تلك الشخصيات، ولكنها تحذف ما تعتبره تمجيدا لهم، ولهذا كان مفهوما سبب حذف المنشورات الأخيرة الخاصة بهنية".
وأشار إلى أن المنصة أتاحت لنفسها الحق في "إزالة المنشورات غير الواضحة أو التي لا يتوفر لها سياق إذا لم تتم الإشارة بوضوح إلى نية المستخدم، ويتضمن ذلك الفكاهة غير الصريحة أو الإشارات الإيجابية أو التي لا يوجد بها شرح توضيحي أو التي تمجد أعمال العنف أو الكراهية التي يمارسها الكيان المُصنّف".
وشدد على أن منصات "ميتا" بما في ذلك فيسبوك وإنستغرام "لا تسمح للقادة أو الأعضاء البارزين في هذه المنظمات بالتواجد على المنصة، أو استخدام الرموز التي تمثلهم عليها، أو المحتوى الذي يمجّدهم أو يمجّد أفعالهم، وإزالة أي دعم يتم تقديمه لهؤلاء الأفراد وهذه المنظمات".
ومنذ بداية 2024، جرى حظر الحسابات الرسمية لحركة حماس على "فيسبوك" و"إنستغرام" و"إكس" بسبب تصنيفها جماعة إرهابية، ما جعل الحركة تركز منشوراتها في "تيليغرام"، باعتباره تطبيق المراسلة الأقل تقييدا من باقي نظائره.
أقرأ ايضاً
- الكهرباء: تعاقدنا على تنفيذ محطات ضخمة للطاقة الشمسية بقدرة تصل لـ1700 ميغاواط
- السوداني: تجاوزات الكيان إلى مقام المرجع الأعلى السيد علي السيستاني تعمد إثارة مشاعر المسلمين حول العالم
- يبدأ تأثيرها الأسبوع المقبل.. العراق على موعد مع اول حالة جوية ممطرة