شكى الطفل "حيدر" من الم في بطنه وتدهورت صحته حتى صار هيكلا عظميا، لا يتناول الطعام ولا الشراب، جسد مرمي ويتنفس فقط، حارت عائلته به وراجعوا الاطباء، وكانت تكاليف الفحوصات ثقيلة على ميزانية العائلة وهي متوسطة الحال، جاؤوا الى كربلاء المقدسة ليطرقوا ابواب ابي عبد الله الحسين واخيه ابي الفضل العباس (عليهم السلام) ومنهم كان الطريق الى انقاذ ابنهم، فتدهورت حالته ونقل الى مستشفيات العتبة الحسينية التي شخصت ورما سرطانيا ينهش بجسده، واخضعته الى البرتوكولات العلاجية والعمليات المتقدمة باحدث الاجهزة والمعدات وعلى ايدي اكفأ وامهر الاطباء ليعود بعد ثلاث سنوات من العلاج المجاني سليما معافى.
هيكل عظمي
ويسرد "نور وليد" والد الطفل "حيدر" لوكالة نون الخبرية رحلة ولده مع المرض وكيف انقذته ايدي الاطباء والتمريضيين وباقي المتخصصين في مستشفيات هيئة الصحة والتعليم الطبي التابعة للعتبة الحسينية المقدسة قائلا "نحن من سكنة قضاء القرنة في محافظة البصرة، واصيب ولدي بمرض السرطان في العام (2023) الذي شخص فوق الكلى ثم انتشر بجسده واصاب المعدة، وكان بداية الامر يشكو من الآم في بطنه واصبح هيكل عظمي يتنفس فقط ولا يتناول الطعام او الشراب ولا يتحرك واستمرت حالته لمدة سنة كاملة، وجئنا لزيارة الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس (عليهما السلام) في محافظة كربلاء المقدسة، وتدهورت حالته الصحية في مرقد ابي الفضل العباس (عليه السلام)، فنقلناه الى مستشفى الامام زين العابدين (عليه السلام) الجراحي، وبعد اجراء المعاينة والفحوصات المختبرية والاشعاعية تولدت لديهم الشكوك بوجود ورم سرطاني، وبناء عليه احيل ولدي الى مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام في كربلاء المقدسة، وهناك خضع الى الفحوصات الاستشارية والاشعاعية والمختبرية بمختلف الاجهزة والمعدات المتطورة وتم تشخيص لديه ورم سرطاني خبيث كبير في جسده حجمه (18) مليمتر فوق الكلى وما زال ينتشر".
تحت العلاج
ما ان شخصت حالة "حيدر" في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام حتى اخضع الى البروتوكول العلاجي المجاني الذي تعتمده العتبة الحسينية المقدسة في مستشفياتها والمتضمن علاج من هم في عمر (15) عاما فما دون مجانا وبوشرت عمليات العلاج التي قال عنها والده" واعطي الجرعات الكيمياوية وحسب نسب محددة لحالته كل (24) ساعة، ثم تلقى بعدها جلسات اشعاع في مستشفى الثقلين لعلاج الاورام في البصرة التابع لهيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة لكي يخففوا عنا عناء السفر من البصرة الى كربلاء المقدسة، واسهمت تلك العلاجات بتخفيض الورم من (18) مليمتر الى مليمترين فقط، وبعد تحسن صحته حسب البروتوكولات العلاجية انتقلنا الى تناول العلاج بواسطة "حبوب" خاصة لهذا الغرض، حتى وصلنا الآن الى مرحلة "اللقاح" وهي مرحلة تشبه لقاح الطفل الصغير بمضادات تمنع اصابته بالمرض، ومنذ (3) سنوات يخضع "حيدر" للعلاج وتحسنت حالته كثيرا وعادت عافيته تترقرق في جسده، ولم اكن اعرف عن مستشفى المجتبى لامراض الدم وزراعة نخاع العظم شيئا لكن احالتنا من مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام جاء بنا الى تلك المستشفى الحديثة لغرض اجراء عملية زرع النخاع الذاتي قبل ثماني اشهر تقريبا واجريت العملية بنجاح ومستمرين برحلة العلاج التي وصلنا بها الى "اللقاحات"، وخلال ثلاث سنوات من العلاج لم ندفع دينارا واحدا وكل التكاليف مدفوعة من العتبة الحسينية المقدسة وهي باب رحمة بعثها الله لنا وتستحق الشكر من الله قبل ان نشكرها نحن على تلك الخدمة الطبية الانسانية، وانا اعمل موظف بسيط في شركة ونعيش في مستوى اقتصادي متوسط ولو كانت تكاليف علاج ولدي على نفقتي لعجزت عن علاجه لانها تتطلب السفر خارج العراق وتدبير مبالغ باهظة قد تصل الى مئات الملايين من الدنانير، وعلى سبيل المثال ان اول تحليل مختبري اجريناه له في المختبرات الخاصة كان بقيمة مليون و(500) الف دينار، فكيف بباقي العلاج الذي يجب ان يستمر لمدة (5) سنوات، وبعد ان تملكنا اليأس وضننا اننا سنفقده عادت عافيته الآن واصبح سليما ونحج في المدرسة من الرابع الى الخامس الابتدائي"، وبفرح يقول الطفل "حيدر" انا الآن بأتم صحة وتعامل الاطباء والعاملين في المستشفى اعتبره فوق الانساني وجميل جدا واشعروني بأني ولدهم، ولم اشعر بالخوف في المستشفى بل بالعكس كأني بين عائلتي".
الوصف الطبي
بدقة يصف الطبيب المختص بزراعة نخاع العظم وامراض الدم السرطانية المشرف على حالة الطفل حيدر الدكتور "فارس حمدي" حالته منذ قدومه الى ما وصل اليه الآن لوكالة نون الخبرية قائلا ان" الطفل "حيدر نور وليد" جاء الى المستشفى وهو يعاني من ورم خبيث في العقد العصبية من ذوي الخطورة العظمى وتمت عملية تحضيره لاجراء عملية لزرع نخاع العظم الذاتي في شهر آيار من العام الماضي (2024) واجرت العملية بنجاح تام وبقي تحت المتابعة لمدة امتدت الى (14) شهرا، وبعد الزرع وتلقي العلاج المناعي والاشعاعي وصلنا الى مرحلة اللقاحات وحاليا وصل المريض الى حالة صحية جيدة وهو تحت المتابعة بعد تطبيق احدث البروتوكولات العلاجية المتبعة عالميا على حالته لتوفير اعلى جودة وحصول المريض على افضل خدمة طبية"، مشددا على ان "جميع مراحل العلاج مجانية ولو كانت على حساب عائلته لما تمكنت من توفيرها لانها باهظة ومبالغها كبيرة وكلفتها الاف الدولارات".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي







التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!