ابحث في الموقع

ماذا وراء أحداث "خبات" الدامية في أربيل؟

ماذا وراء أحداث "خبات" الدامية في أربيل؟
ماذا وراء أحداث "خبات" الدامية في أربيل؟

لا تختلف العشائر الكردية كثيرا عن العشائر العربية في النزاعات، واستخدام السلاح، ولا شك بأن الأولى هي أيضا تمتلك السلاح الثقيل والخفيف والمتوسط وتستخدمه في صراعاتها، لكن ما جرى مؤخرا في قضاء خبات بمحافظة أربيل يشير إلى أن الحادث تجاوز النزاعات العشائرية، ففيما وصف مراقبون ما حدث بـ”التمرد” نتيجة سياسات أربيل، يصر الحزب الديمقراطي الكردستاني على أن ما حدث طبيعي ويشبه النزاعات في جنوب العراق، في وقت شدد غريمه الاتحاد الوطني على أن القضية لم تكن سياسية، ونفى أن يكون قد دعم طرفا فيها.

وشهد قضاء خبات في أربيل ليلة دامية يوم الثلاثاء الماضي، سقط فيها 4 ضحايا، وأصيب العشرات، مع إعطاب 4 عجلات همرات تابعة لقوة الزيرفاني في البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني.

ونقلت وسائل إعلام كردية أن اشتباكات اندلعت في قضاء خبات بين عناصر من عشيرة هركي وأخرى من عشيرة كوران على خلفية نزاع يتعلق بأراض زراعية ومجرى مائي، تطورت مسلحة مساء الثلاثاء حيث تدخلت قوات زيرفاني التابعة للبيشمركة لاحتواء التوتر، مما أسفر عن سقوط ضحايا بحسب مصادر أمنية وطبية.

وفي هذا الصدد، يؤكد الباحث في الشأن السياسي لقمان حسين، أن “ما جرى في خبات، ليس نزاعا عشائريا، كما كان يحصل في الفترات السابقة، إنما يعبر عن حالة عدم رضا، وصل لها الشعب الكردي جراء السياسة الخاطئة للأحزاب الحاكمة”.

ويبين حسين أن “من المعروف أن قبيلة الهركية، هي من أكبر القبائل الكردية، وأكثر عناصرها هم من أنصار الاتحاد الوطني الكردستاني، وشيخهم العام جوهر الهركي يتواجد في السليمانية، وكانت لهم خلافات كبيرة مع الحزب الديمقراطي”.

ويضيف أن “هناك جهات سياسية استفادت من الأحداث الأخيرة، ويبدو أن النزاع ليس عشائريا كما كان يحصل سابقا، لا بل هو عبارة عن تمرد عشائري على السلطة الحاكمة في أربيل، وعدم قبول بأفعالها، لذا شاهدنا كيف قاوم الأهالي في خبات، ومنعوا الأجهزة الأمنية من التقدم، واعتقال شيخهم خورشيد هركي”.

ويشير إلى أن “حرمان المواطن الكردي من حقوقه، والاستمرار بسياسة النهب والفساد، ستكون لها ضريبة، كما أن الادعاء بأن أربيل آمنة والإقليم عبارة عن جنة، وخداع الرأي العام لن يستمر، وبالتالي هذا المؤشر، ستتبعه مؤشرات أخرى، إذا لم تقم أحزاب السلطة بتصحيح الأخطاء”.

وبعد توتر دام يوما كاملا، توصل الطرفان إلى اتفاق، أعاد أربيل إلى الهدوء مجددا، وكشف مصدر امني عن أن الاتفاق تضمن انسحاب قوات البيشمركة وتسليم رئيس عشيرة هركي خورشيد هركي وكل من شارك بالمواجهات نفسها بمفرده للقوات الأمنية.

لكن من جانبه، ينفي عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني وفاء محمد كريم، أن يكون ما حصل في قضاء خبات، “تمرد”، قائلا إن “ما حصل هو نزاع عشائري يحصل في كل المحافظات العراقية، وخاصة محافظات الوسط والجنوب، ولكن وسائل الإعلام العراقية، وخاصة منصات الفصائل وقنواتهم، ضخموا الحدث، وحاولوا تأويله، وتأجيج ما حصل، بهدف نشر الفوضى في أربيل”، بحسب تعبيره.

ويشير تصاعد النزاعات المسلحة العشائرية في كردستان إلى عمق التحديات الأمنية في الإقليم، الذي يعاني من أزمات اقتصادية وصراعات داخلية بين القوى السياسية والأمنية في وقت يشهد إقليم كردستان أزمة مالية خانقة، أثرت على مفاصل الحياة، بسبب تأخر صرف راتب الموظفين، نتيجة الخلافات بين بغداد وأربيل، وعدم الاتفاق بين الطرفين على حل الملفات العالقة، وخاصة إدارة الملف النفطي.

إلى ذلك، يؤكد القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني غياث سورجي أن “الهركية هي قبيلة كبيرة، ولها امتدادات في كردستان العراق وسوريا، وإيران وتركيا، ويسكن أبناء القبيلة في دهوك وأربيل نينوى والسليمانية”.

ويوضح سورجي، أن “شيخ عام القبيلة جوهر الهركي أبدى قبل سنوات معارضته للحزب الديمقراطي الكردستاني، وانتقل للسكن في السليمانية، بسبب المضايقات التي تعرض لها، وأعلن دعمه للاتحاد الوطني الكردستاني”.

ويتابع أن “الاتحاد الوطني هو مع الهدوء، ويرفض الفوضى، والنزاعات العشائرية ليست في صالح الإقليم، ونحن لم نتدخل فيما حصل في خبات، كونه قضية نزاع عشائري، وما نريده هو عودة الاستقرار والهدوء، لآن أربيل هي عاصمة إقليم كردستان، وتدهور الوضع الأمني فيها ليس في صالحنا”.

وأردف أن “القضية ليست سياسية، والاتحاد الوطني لم يدعم قبيلة الهركية في نزاعها واشتباكاتها مع الأجهزة الأمنية، ولكنه بذات الوقت يرفض أي أذي تتعرض له القبيلة”.

 

 

المصدر: صحيفة العالم الجديد

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!