طفل لم يبلغ الخامسة من عمره اصيب بورم خبيث يوصف بـ "الخطورة العظمى" زادت حرارة جسده بشكل لافت للنظر ولم تعالجه الادوية التي وصفها له اطباء الاطفال عند مراجعتهم في عياداتهم الخاصة بمحافظة الديوانية، ولم يتمكنوا من تشخيص حالته، فما كان من اهله الا المجيء به الى مستشفيات هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة التي تلقفته فيها ايدي الاطباء والتمريضيين والمختبريين ومتخصصي الفحوصات الاشعاعية ليدخلوه في بروتوكول علاجي اثمر عن تشخيص دقيق لحالته بالاصابة بورم سرطاني خبيث وخطر وعلى الفور تعطى له الجرعات وتجرى له العمليات ومنها زراعة نخاع العظم المعقدة في اثنين من المستشفيات طيلة ثلاث سنوات بكلفة مجانية مدفوعة من العتبة الحسينية المقدسة كونه دون سن (15) عاما.
ورم خبيث
تحدثت " حنين مجيد" والدة الطفل المريض "ابراهيم قاسم محمـد" القادمة من قضاء الشامية في محافظة الديوانية بلهفة الام التي تخشى من نسمة الهواء ان تؤذي ولدها عن ما مر به "ابراهيم" عندما اصيب بالمرض الذي لا يرحم لوكالة نون الخبرية قائلة ان" ولدها يبلغ من العمر الآن (8) سنوات، واصيب قبل ثلاث سنوات بورم سرطاني على الكلى، وكان يعاني من الالام وارتفاع درجة حرارة جسده بشكل لافت، وراجعنا به مجموعة من الاطباء في عياداتهم الخاصة واجرينا مجموعة من التحاليل والفحوصات المختبرية والاشعاعية في عيادات خاصة ولكنهم لم يتمكنوا من تشخيص الحالة المرضية له، وعند اطلاعنا على ما تقدمه مستشفيات العتبة الحسينية المقدسة من خدمات طبية راجعنا مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام في محافظة كربلاء المقدسة قبل ثلاث سنوات، فاستقبلنا بافضل ما يكون وخضع ولدي لبروتوكول علاجي وقرر الاطباء المعنيين سحب خزعة من الورم للكشف عنه والتشخيص الدقيق لحالته، وتبين ان ولدي مصاب بورم خبيث منتشر على الكلى".
بروتوكول علاجي
وما ان شخصت حالته ولكونه مشمول بالإعفاء من دفع تكاليف العلاج وتحمل العتبة الحسينية المقدسة لها، كونه تحت سن الخامسة عشر باشرت الملاكات الطبية والتمريضية والاشعاعية والمختبرية بعلاجه، هكذا تصف "ام ابراهيم" مرحلة علاجه وتضيف قائلة "أعطي (7) جرع كيمياوية، ثم اجريت له عملية جراحية رفع خلالها الورم الخبيث، وسحبت خزعة منه وتبين ان الورم خبيث، واحالتنا مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام قبل ثمانية أشهر الى هنا لنراجع مستشفى المجتبى لزراعة نخاع العظم وامراض الدم لاكمال علاجه فيها، ووجدنا هنا كما وجدنا هناك التعامل الانساني الراقي والكفاءة الطبية والاحترافية في عمل الاطباء والتمريضيين وجميع التخصصات وتلقفوا ولدي كأنه ابنا لهم، ولم يجعلوه يشعر انه في مستشفى بل بين افراد عائلته، وخضع الى حزمة من التحاليل المختلفة والفحوصات المطلوبة وقرروا اجراء عملية زراعة نخاع العظم الذاتي له وبالفعل اجريت له وسحبت منه ونجحت العملية بشكل تام، وبقي تحت المراقبة لمدة شهرين كاملين حتى تحسنت صحته كما ترونه الآن ثم خرجنا من المستشفى لنبقى على ايام المراجعة المحددة لنا، مع الاستمرار بأخذ العلاجات الخاصة بحالته المرضية، ومنذ (6) اشهر يستمر "ابراهيم" على اخذ العلاجات واصبحت حالته مستقرة وبأفضل صورة، ونحن من عائلة محدودة الدخل لان والده شبه عاطل عن العمل يعمل يوم وايام عدة بلا عمل، والمستوى المعيشي اقل من المتوسط، ولو كان علاجه في مستشفيات اهلية او خارج العراق لترتب علينا توفير ملايين الدنانير لعلاجه، ولولا تحمل العتبة الحسينية المقدسة لتكاليف علاج ولدي خلال ثلاث سنوات مستمرة لما تمكنا من علاجه ولكنا فقدناه"، من جانبه اكد الطفل "ابراهيم" انه كان يعاني من الالام وحرارة جسده والخمول والكسل واصبح الان بعد ان تعالج في مستشفيات العتبة الحسينية بأفضل صورة وهو الآن يدرس في الصف الثالث الابتدائي وسيعود الى مقعده الدراسي كما كان سابقا طالبا مجدا، وجميع العاملين في المستشفى هم اصدقائه".
الخطورة العظمى
يشرح اخصائي زراعة نخاع العظم والامراض السرطانية الدكتور "فارس حمدي" حالة ابن الديوانية الطفل المريض لوكالة نون الخبرية قائلا ان" الطفل "ابراهيم قاسم الموسوي" مصاب بورم خبيث في العقد العصبية من نوع الخطورة العظمى، واجريت له عملية زراعة نخاع العظم بعد اكمال جميع التحضيرات لها في شهر تشرين الاول من العام الماضي (2024) وتمت عملية الزرع بنجاح تام، ويخضع الآن الى عمليات المتابعة الدورية بعدما تلقى العلاج المناعي والاشعاعي المكمل بعد عملية الزرع، وانهى عمليات تلقي جميع العلاجات ويتم تحضيره لتلقي اللقاحات، واستمر علاجه في مستشفى المجتبى لزراعة نخاع العظم وامراض الدم بحدود عام كامل مجانا على نفقة العتبة الحسينية المقدسة وكان قبل بسنتين يعالج في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام مجانا ايضا، وبعد ان تنهى عملية اللقاحات تنتهي علاجات المريض ويبقى فقط تحت المتابعة الدورية واجراء الفحوصات حسب اوقات محددة للاطمئنان على الحالة العامة".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!