بقلم / مسلم الركابي
يبدو ان سريالية الاحداث وغرائبيتها لازالت تسير بوتيرة متصاعدة في العراق ، كل شيء هو خارج نطاق المألوف ، لم نعد نمتلك المزيد من الطاقة لتحمل هذه الافلام الهندية التي يتوالى عرضها على العراقيين يومياً باخراج سينمائي بائس جداً ، لازال اللاعبون والفاعلون من الطبقة السياسية الحاكمة بمختلف اشكالهم والوانهم واحزابهم وكتلهم وتحالفاتهم وطوائفهم ومذاهبه يمارسون أبشع وأخس ادوار العبث والفساد والاستهتار بالوطن العراق والذي يتباكون هم عليه بدموع التماسيح ، وفي ظل هذه الاجواء والمشاهد والاحداث والافلام والتمثيليات يريدون منا ان نصدق اننا نعيش في دولة اسمها العراق ، هذه النكتة البائسة والمضحكة المبكية والتي يحاول سياسي الصدفة من سقط المتاع ان يمرروها علينا كشعب منكوب ، نعم نحن العراقيون تعلمنا وادمنا الخسارات والنوائب والنكبات والخيبات واصبح الموت والحزن والجزع اصدقائنا الدائمين ، في كل يوم نكبة وفاجعة وقوافل من الضحايا والتي يسميها سياسيو الصدفة تشفياً بالشهداء تترى على مر السنين ، كل ذلك يجري وسط كذبة كبرى اسمها دولة العراق ، هذه الدولة التي اموالها بيد امريكا ومياهها بيد تركيا وكهربائها بيد ايران ونفطها وخيراتها تتقاسمه وحوش الغاب من دول الجوار تدعي انها دولة وتمتلك سيادة ، فعن اي سيادة تتحدثون ؟ دولة مخترقة من الطول والعرض ، دولة تعيش تحت تهديد الاختراق وشعب يعيش تحت لهيب الاحتراق ، الى اين تمضي سفينة العراقيين ؟ لا احد يعلم ؟ ولا احد يستطيع ان يتهكن اي مؤسسة في العراق خالية من الفساد والاختراق ؟ جميع مؤسسات العراق بمختلف مسمياتها يخترقها الفساد فهي تعيش تحت رحمة الاختراق ......ولا تعلم متى يصلها الدور لتدخل مرحلة الاحتراق ، وبين الاختراق والاحتراق .....نقول الك الله ياعراق ! ! ! ؟
المقالات لا تعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن آراء كتابها
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!