RSS
الثلاثاء، 9 ديسمبر 2025

ابحث في الموقع

هل انقلب السحر على الساحر في السويداء؟

هل انقلب السحر على الساحر في السويداء؟
هل انقلب السحر على الساحر في السويداء؟

بقلم: د. سلام عودة المالكي - وزير أسبق

لعلّ الأيام القادمة ستكشف لنا حقيقة ما يحدث في السويداء، ومن قبلها أسرار مفاوضات أذربيجان بين وفد الجولاني ونظرائهم في الكيان الصهيوني، سيما وأنهم توافقوا على عدة نقاط رئيسية تنطلق بدخول ما يسمى بقوات الأمن العام للسويداء، ثم عقد اتفاق تطبيع ناعم يبدأ من نشر قوات صهيونية في مناطق عدة داخل الأراضي السورية بالتزامن مع فتح مكتب للعلاقات بين الطرفين في دمشق، وبعدها فتح جبهة جديدة مع لبنان من قبل مجموعات إرهابية سورية (يبدو أنّ الجولاني نفسه يريد الخلاص منها)، كل هذا معطوفا على اتفاق أمريكي خليجي لتسليم ملف لبنان للجولاني لكي يدير الصراع القادم في المنطقة.

إلا أن الأحداث على الأرض لم تسر كما أشتهتها سفينة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، إذ اصطدمت برفض درزي وتغيير في موقف الكيان الداعم لهم وفشل المخطط للسيطرة على السويداء، فالجولاني يريد السيطرة على الوضع السوري الداخلي قبل الولوج إلى مرحلة الصراع في لبنان، وهذا ما ينسجم مع سياسة الولايات المتحدة الأمريكية وقطر والسعودية من جهة وهو ما تعارضه إسرائيل والإمارات والأردن من جهة أخرى، فهذه الدول ترى أن الخلاص من ملف حزب الله اللبناني بات مقدماً على كل الملفات الأخرى.

من هنا جاءت نتائج الأحداث الأخيرة على خلاف ما تم التخطط له من قبل الجميع وأنّ اختلفوا في مسارهم ولم يتمكنوا من تحقيق أي شيء يذكر، فإسرائيل ترى أن لتنفيذ مشروع ممر داود ذو أهمية قصوى في السيطرة على المنطقة والحفاظ على أمنها القومي وصولاً إلى تحقيق حلمها الأزلي المتمثل بإقامة دولة إسرائيل الكبرى، فهذه الجبهة هي الأسهل لتحقيق أهدافها فهي غير معنية بالداخل السوري، وهي تؤمن بأن تقسيم سوريا هو جزء أساسي من استراتيجية أمنها القومي.

أما الولايات المتحدة الأمريكية فتختلف مع إسرائيل في ترتيب سلٓم الأولويات التي يجب اتباعها مع مراعاة مصالح حلفائها في المنطقة ومحاولة تهدئة مخاوفهم من خطر الصراع الدائر حالياً، لذلك بات الجولاني بين المطرقة الإسرائيلية والسندان الأمريكي ناهيك عن اختلال الأمن الداخلي وانفلات لجام عصاباته المنضوية تحت مسمى قوات النظام الجديد التي أثبتت أنها تابعة لجهات خارجية ولا يديرها طرف واحد، إنما متعددة الولاءات.

وإلى أن تنجلي غبرة الصراع المتأجج وتتضح ملامح الصورة الحقيقية تبقى كل التوقعات ممكنة، والكلمة الفصل لواقع الميدان.

المقالات لا تعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن آراء كتابها
التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!