شابة يافعة ومهندسة حاصلة على شهادة اكاديمية داهمتها الالام في بطنها وهي صائمة وكانت التشخيصات الاولية من اطباء ومختبرات ومراكز اشعاع اهلية انها جرثومة في المعدة، وسارت على العلاج وتفاقمت حالتها حتى اصيبت بالقرحة في المعدة، ولكن فحصا ناظوريا نتج عنه شك بوجود ورم فوق المعدة، ونصحوها بمراجعة مستشفى الثقلين لعلاج الاورام بالبصرة، فدخلت في بروتوكولات علاجية متطورة وحددت اصابتها بالسرطان في المعدة وخضعت للعلاج مع اصرارها على ان تكون محاربة للسرطان وكانت النتائج متميزة، وما زالت تتلقى جميع الخدمات العلاجية مجانا بكلفة مدفوعة من العتبة الحسينية المقدسة.
مرض وتفاقم
وجدناها مفعمة بالحيوية ومتمسك بمحاربة السرطان بثقة عالية وشرحت المريضة المهندسة "علا عبد الامير" من قضاء "شط العرب" بمحافظة البصرة البالغ عمرها (27 عاما) لوكالة نون الخبرية قصتها قائلة" شعرت في شهر رمضان الماضي باوجاع في بطني وشخصت من قبل اطباء في عياداتهم الخاصة واجراء التحاليل المطلوبة على حسابي الخاص ان عندي جرثومة على المعدة، ثم تفاقمت حالتي وتطور الامر الى اصابتي بقرحة في المعدة، وراجعت اطباء آخرين ولم يخرج تشخيصهم عن دائرة "القرحة"، واجريت فحص ناظوري والطبيب نبهني انه يشك في ان يكون عندي ورم في المعدة، ونصحني ان اراجع طبيب اورام متخصص لان اطباء الباطنية لا يمكنهم ان يعالجوني، وتحولت الى طبيب متخصص بالاورام في عيادته الخاصة، ولكن شقيق صديقتي الطالب في المرحلة الرابعة بكلية الطب اشار علي بمراجعة مستشفى الثقلين لعلاج الاورام لما فيه من خدمات متقدمة واجهزة حديثة وكفاءات طبية يمكنها معالجتي، وفعلا راجعت المستشفى وبعد استقبالي وعرضي مع ما عندي من تحاليل وفحوصات على الطبيب الاستشاري واجراء الفحوصات المطلوبة شخص الاطباء ان عندي سرطان في المعدة، فحدد لي العلاج باربع جرعات كيمياوية ثم يجرى لي اعادة تقييم، ثم تجرى العملية، ثم تعطى لي اربع جرع جديدة، وحاليا اعطوني جرعتان وامكث يومين في المستشفى بعد كل جرعة، وعندي جرعتان في شهر آب المقبل".
محاربة شجاعة
ولم تنحني المهندسة "علا" امام الورم الخبيث بل اصبحت محاربة شجاعة وتقول" لكون السرطان في جسدي في اولى مراحله فاني لم اعاني كثيرا من المضاعفات، واعاني من القرحة في المعدة واخبرني الطبيب المختص ان العلاج الكيمياوي سيعالج القرحة ايضا، وحاليا اشعر بتحسن كبير بعد اخذ الجرع بعد ان كنت اصرخ من الالم، وابرز ما في المستشفى ان جميع خدماتها مجانية مدفوعة الكلفة من العتبة الحسينية المقدسة وهي التفاتة انسانية، والتعامل فيه "رهيب" من جميع النواحي ويختلف كليا عن ما وجدته في مستشفيات اهلية اخرى في البصرة وبغداد، لان نوع الخدمة الطبية التي تقدم هنا متكاملة ولان السرطان معركة نفسية اكثر مما تكون جسدية، وكنت اتحدث مع نفسي في داخلي ان تلك المستشفى بكل اجهزتها وحداثها لماذا لا يوجد فيها دعم نفسي، وقبل ان اكمل كلامي جاءتني اخصائية الدعم النفسي لتبدأ معي رحلة مواجهة السرطان باسلوب حديث ومعايير عالمية، وفي هذه المستشفى هناك علاج ملموس ومحسوس وانساني يرفع من معنويات ونفسيات المرضى بشكل لافت للنظر ويساعدهم على سرعة العلاج للمريض وادخال الراحة على نفوس عائلة المريض التي ما ان تسمع بمرض السرطان الا وشعرت بالخوف وقرب الموت، وهذا ما حصل مع والدي ووالدتي".
تشخيص وعلاج
وشخصت الطبيبة المقيمة الاقدم الدكتورة "تبارك عبد الله فرج" لوكالة نون الخبرية اصابة المريضة "علا" وعلاجها بالقول ان" المريضة جاءت الى المستشفى وهي مصابة بسرطان المعدة المنتشر "التموضعي"، وفي هذه الحالة المرضية ولكون المريضة صغيرة السن نحاول ان نستخدم الطرق والعلاجات الاكثر فاعلية التي تعطي نتائج فاعلة في علاج الورم، وبعد اجراء الفحص والمعاينة في العيادة الاستشارية واجراء التحاليل والفحوصات واجراء التقييم الصحي للمريضة وتقييم مرحلة الورم من اللجنة المختصة، باشرنا باعطائها الجرع الكيمياوية قبل العملية لتحجيم الورم وتصغيره، وممكن ان نحصل على استجابة كلية، وننتقل الى الاستئصال الجراحي، ثم نكمل العلاج بالجرع الكيمياوية للحصول على اقصى فائدة علاجية واستجابة ايجابية، افضل مما نتجه الى اجراء عملية استئصال، وهي طريقة تستخدم باعطاء أربع جرع وتقييم بعدها ومنه اذا تعذر نذهب الى الاستئصال الجراحي، وحاليا اعطيت المريضة الجرعة الثانية واستجابتها ممتازة جدا مع الجرع مع اعراض جانبية مثل التقيؤ او الغثيان وهي اعراض طبيعية جدا عند تناول الجرع الكيمياوية".
قاسم الحلفي ــ البصرة
تصوير ــ عمار الخالدي
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!