ابحث في الموقع

بالبصرة.. عائلات تفتح ألف دار لإيواء حشود الزائرين من النساء والرجال لخدمتهم (صور)

بالبصرة.. عائلات تفتح ألف دار لإيواء حشود الزائرين من النساء والرجال لخدمتهم (صور)
بالبصرة.. عائلات تفتح ألف دار لإيواء حشود الزائرين من النساء والرجال لخدمتهم (صور)

منطقة بأكملها نذر أهلها انفسهم لخدمة الزائرين وكونها تطل على الشارع العام لسير الزائرين من البصرة الى كربلاء المقدسة كانوا اول من هب لخدمة الزائرين خلال السنوات الأولى التي كانت المواكب الخدمية فيها تعد على الأصابع والمشاية بأمس الحاجة للطعام والشراب والايواء، وتطورت الخدمة لتصل الى مئات المواكب التي تقدم الطعام والشراب ومختلف الخدمات، وفتحت المنطقة اكثر من الف دار لإيواء ومبيت الاف الزائرين على مدى (12) يوما خلال الزيارة.

اخوة وأبناء عمومة
وقف المعلم الجامعي "حسين علي سلمان العبودة" من منطقة الجراحي قرب معمل الورق في البصرة بموكب "البتول الطاهرة" ينادي على الزائرين عند الساعة الخامسة فجرا ليتناولوا طعام الفطور المكون من خبز "السياح" والبيض والمخلمة، وتربعت السيدة الجليلة "ام نعيم" على الأرض لتصنع الخبز الذي تخصص به اهل المحافظات الجنوبية، هذه الخدمة في موكب واحد من مواكب مدينة باكملها، ويوضح الامر لوكالة نون الخبرية بالقول ان" الموكب تأسس وافتتح على يد عائلتنا بين اخوتي وأبناء عمومتي وابنائنا وابنائهم، وتولدت الفكرة بعد سقوط النظام المباد بعد العام (2003)، وكوننا نسكن على طريق "المشاية" وشاهدنا الحاجة الماسة لمساعدتهم وتقديم الطعام، والماء، والمأوى، والسكن، والحمامات، والخدمة لهم، ومنذ ذلك الحين نقدم مختلف أنواع الخدمات لهم ونأويهم للمبيت في بيوتنا، والانفاق على الموكب يكون من خلال جمع مبالغ شهرية على مدار السنة ويعرف كل عضو بالموكب ما يترتب عليه في صندوق خاص للموكب يفتح عند اقتراب الزيارة الاربعينية وتقديم الخدمة، ووجدنا في طريق الحسين (عليه السلام) وخدمة زواره البركات التي لا تعد ولا تحصى بل ان الانفاق بإخلاص النية يعوض بعشر اضعاف في الدنيا غير جزاء الآخرة، وكانت البداية اعداد الطعام في البيوت وتوزيعها على الزائرين بعد ان نفرش "حصيرة" في الشارع بالعراء حتى بدون ان ننصب خيمة، ووزعنا خلالها ثلاث وجبات يوميا، وعند حلول ساعات الغروب نأخذ الزائرين للمبيت في بيوتنا".


منطقة صارت موكب
هذه المنطقة تسمى "قرية السادة الجراح" ويتشارك اهلها في تقديم مختلف انواع الخدمات للمشاية وابرزها المبيت، وعن هذا الامر يقول "العبودة" ان" اكثر من (95) بالمئة من بيوت المنطقة مفتوحة لمبيت وايواء الزائرين، واستطيع القول ان عدد البيوت يتجاوز (1000) بيت ومضيف وحسينية مخصصة لهذه الخدمة، والخدام على مستوى المنطقة بشكل كامل من الشيوخ والشباب والاطفال والنساء، حيث تستقبل البيوت الزوار من الجنسين الرجال والنساء، بعد تحديد عدد من البيوت للرجال واخرى للنساء او جعل المضيف والديوان الخارجي للرجال وباقي البيت الداخلي مع العائلة للنساء، ويصل الامر الى اختلاط النساء مع نسائنا بمودة ومحبة واطفالهن مع أطفالنا وتوفر نسائنا كثير من الخدمات للأطفال مثل الاستحمام والحفاظات والحليب وغيرها من الاحتياجات، كوننا معروفين بتقديم الخدمة حتى في زمن "البطش البعثي" ونحن يسموننا بيت "ملا سلمان" وتعلمنا الخدمة من اجدادنا الى آبائنا الى اولادنا واحفادنا الذين يخدمون وهم بعمر سنتين فقط ويغص بهم الموكب حاليا".

توسع وخدمات
بعد نجاح التجربة الاولى في تقديم الخدمة للمشاية اصبح لزاما على أعضاء الموكب تقديم الأفضل والأكثر والتوسع في المساحة والخدمة عن هذا التطور يقول" اصبحنا سنويا نعقد جلسة تشاورية بين أصحاب الموكب قبل حلول شهر محرم الحرام، ونتناقش عن ابرز ما يجب تغييره وكيف نطور الخدمة ونزيد البذل والعطاء، ومن التمن والمرق الى إضافة العصائر، وخبز "السياح"، والبيض، والقيمر، والمخلمة"، مشددا على ان" البركات في الخدمة لمسناها في مواكبنا وحياتنا حيث كنا نسكن كل اربع عائلات في بيت واحد الاخوة وزوجاتهم واطفالهم والأب والام الكبار، واصبحنا الآن كل منا يسكن في بيت منفرد، والموكب كذلك تطور واصبح يقدم الوجبات على مدار اليوم ما دام هناك "مشاية" في الشارع، وباتت المنطقة تقدم خدماتها للزائرين بمئات المواكب الخدمية الحسينية ممتدة من بداية مفرق معمل الورق الى بناية المعمل على الشارع العام، واغلب المواكب يديرها الاخوة وأبناء العمومة او الأصدقاء والجيران مجتمعين على حب ابي عبد الله الحسين (عليه السلام)، وتبدأ حركة الزائرين من (23) محرم الى (6) صفر بحدود (12) يوما، وتقدم فيها ثلاث وجبات رئيسة وعدد غير محدود من الوجبات الخفيفة مثل العصائر والفاكهة والحلويات والسندويجات وغيرها، ونوزع عشرات الالاف من الوجبات خلال الزيارة".

قاسم الحلفي ــ البصرة
تصوير: عمار الخالدي

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!