في وسط اهوار الجبايش حيث حياة الريف وصيد السمك والزرع وتربية الجاموس وصناعة مشتقات البانها، والمواكب المبنية من القصب والطين والبردي بأبسط المستلزمات، جاءت مجموعة من اهالي البصرة من اقضية ومناطق مختلفة لتنصب موكبا يضم افضل ما تقدمه المواكب الحديثة من قاعة منام مبردة وافران اوتوماتيكية للصمون توزع للمواكب مجانا والحلويات والمعجنات وشوايات للشاورما وغيرها من الخدمات.
خادم وموكب
يسرد الخادم "عبد الله محمـد" من اهالي البصرة سنين الخدمة في موكب العليلة وتطورها الى ما هي عليه الآن لوكالة نون الخبرية ان" موكب العليلة يجمع خدام من مناطق خور الزبير، والسيبة، وابو الخصيب، والمعقل، وجاءت فكرة انشاء هذا الموكب عندما جاء كافل الموكب من البصرة ليخدم هنا في قضاء الجبايش في العام (2011)، وبعد عام واحد قرر ان ينصب موكبا منفردا وكان له ما اراد، وكانت البداية بسيطة بخيمة واحدة وامكانية قليلة جدا ووجبات اقل مثل الماء واللبن بل وصلت الى تقديم خدمة "المساج" فقط للزوار لعدم وجود مبالغ مالية نوفر بها الطعام، وبعدها التحق عدد من اقارب ومعارف من خدموا في اول سنة لتزداد الخدمة عاما بعد آخر، واصبح عدد الخدام حينها (25) خادم واسسنا صندوق تكافلي للموكب بين اعضائه واغلبهم من الكسبة كما دعمنا بعض المتبرعين ومنها انطلقت الخدمة للزائرين بشكل اوسع، وخططنا لبناء قاعة وباشرنا بها بمساحة (225) مترا مربعا ومعها ثلاث حاويات للخزين وغسل الاطباق والمعجنات، وغرفة لعمال الافران للمنام، وكانت هناك بركات في بنائها السريع رغم ضيق اليد، فوفرنا خدمة المبيت او النوم في النهار للزائرين من الرجال في قاعة مكيفة صيفا ودافئة في الشتاء، كما بنينا مجموعات صحية للنساء والرجال".
اطعام ووجبات
ويكمل "محمـد" حديثه بالقول" بدأت الخدمة بتقديم شوربة العدس والبيض المسلوق ووجبة غداء تمن ومرق فقط وعند العصر نقدم الحليب بمفرده، وكلما انتهى موسم وقرب موسم الاربعينية الذي يليه جلسنا وتحاورنا وقررنا ونفذنا ومنها صار الموكب يقدم اكلات مختلفة مثل سندويجات كباب اللحم او الشاورما بعد شراء شواية خاصة لهذا الغرض وتدريب العاملين على صناعة الشاورما وشويها، وبعدها اشترى الموكب شواية "همبركر" وقدمت السندويجات الحارة منه للمشاية وانا متخصص بشوي اللحوم مثل الكباب والهمبركر والشاورما، ثم جاء فصل الصيف وقررنا تقديم انواع كثيرة من العصائر، بعد شراء وتوفير مكائن خاصة له، وكانت تواجه الموكب مشكلة يومية هي توفير الصمون لتقديم السندويجات ويتطلب الذهاب اما الى قضاء الجبايش على بعد خمسة كيلومترات ، او الى هور الحمار على بعد كيلومترين حتى نحصل على كمية محدودة من الصمون بعد انتظار طويل، فقمنا بتصنيع فرن حديد في اول الامر في العام (2015) وسد النقص الحاصل لدينا وسهل علينا تقديم الطعام وباعداد جيدة، وبسبب ارتفع مياه الهور رفعناه من مكانه، وبعد تبرع عدد من الساهمين في الموكب تحولنا الى بناء فرن حجري "كورة"، واصبحنا نجهز موكبنا ومواكب اخرى بالصمون على طول الطريق من الجبايش الى الحمار مجانا، وبعد جمع تبرعات جديدة قررنا شراء فرن كهربائي وبالفعل جهزنا الموكب بالفرن".
معجنات وحلويات
لم يكتفي اعضاء الموكب بتقديم الطعام والشراب للزائرين بل فكروا باطعمه اخرى يحبها العراقيون ويقول عنها ان" اصحاب الموكب قرروا تقديم الحلويات للزوار، فاشترينا فرن كهربائي خاص بصناعة الحلويات والمعجنات في العام (2021) وقمنا بصناعة الحلويات وتوزيعها مثل الدهينة وحلويات اخرى، وكذلك المعجنات مثل الجرك والكيك، ومن البركات الحسينية اننا تعرفنا على اسطة بصناعة الحلويات والمعجنات من اهالي البصرة وعرضنا عليه الخدمة في الموكب فوافق وباشر بالعمل ودرب عدد من العاملين على تلك المهنة، وكان عامل جذب كبير للزائرين ممن يعرفون الموكب ويقصدونه كل عام او ممن يزورونه لاول مرة، وفي اول سنتين كنا نخصص مبلغ من صندوق الموكب لانتاج هذا الفرن، ثم تبرع احد اعضاء الموكب بتوفير جميع مستلزمات صناعة الحلويات والمعجنات ونقدم حوالي سبع انواع منها مثل الجرك بالحلقوم، وبالسمسم، وبالجوز المبروش، والدهينة، والبسكت، ونستمر بالتوزيع طيلة ساعات اليوم، وحاليا بعد تغير ساعات المسير نقدم الشاورما من الليل الى الفجر والهمبركر من بعد الفجر الى بدايات ساعات الصباح، ثم نقدم وجبة الغداء، ووجبات خفيفة للزائرين الذين يمكثون في النهار عندنا بالموكب للنوم، ونستمر بالتوزيع لمدة اسبوع سنويا، واصبح عدد الخدام حاليا حوالي (50) خادم ونقدم فيها عشرات الالاف من الوجبات".
قاسم الحلفي ــ ذي قار
تصوير ــ عمار الخالدي






التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!