على حين غفلة بدأت الطفلة السماوية" منال" تتعب بسرعة و" تفحط" وما ان عرضت على طبيب خاص حتى احالها الى طبيب جراح وحدد ان عندها سوائل على الصدر وتحتاج الى عملية، وادخلت الى المستشفى وعند اجراء فحوصات اشعاعية متقدمة ظهر عندها ورم خبيث على الصدر، فاتصل اطباء المثنى على اطباء مستشفيات العتبة الحسينية ليستقبلوها ويعالجونها من ورم خبيث قاتل منذ سنة وشهر وسيستمر علاجها الى سنتين ونصف مجانا.
سوائل على الرئة
يشرح "باسم حسين" خال الطفلة "منال صالح غالي" ما مر من اعباء على ابنة اخته وعائلتها وسنوات التعب والمرض وسنوات العلاج لوكالة نون الخبرية بالقول ان" ابنة اختي "منال" صارت تتعب بسرعة و "تفحط" بشكل مفاجئ في العام الماضي عندما كان عمرها عشر سنوات، فذهبنا بها الى عيادة احد الاطباء الشخصية في قضاء الخضر بمحافظة المثنى، وبعد اجراء الفحوصات الاشعاعية شخص حالتها بوجود سوائل على الرئة، فأحالها الى طبيب جراح متخصص، فقرر على الفور اجراء عملية جراحية لسحب الماء، واحالها على المستشفى التعليمي في السماوة، واجريت لها مرة اخرى فحوصات اشعاعية ومختبرية، وحددوا وجود الماء، لكن عند اجراء فحص الرنين والمفراس الاشعاعيين وجدوا ورم في منطقة الصدر وسحبت منها خزعة وارسلت الى مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام، وقامت الطبيبة المختصة بالاتصال بمستشفى المجتبى لامراض الدم وزراعة نخاع العظم التابع لهيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة وطلبت ارسال حالة "منال" اليهم، فوافقوا واستقبلوها في ساعة متأخرة من الليل وادخلت الى قسم الطوارئ واعيد اجراء جميع الفحوصات باجهزة حديثة جدا، وظهرت نتيجة الخزعة انها ورم خبيث، وادخلت على الفور ببرنامج علاج متكامل يستمر الى سنتين ونصف السنة واعطيت الجرعات الكيمياوية بواقع جرعة كل اسبوع وبكميات مختلفة، وخضعت لعمليات التقييم كل شهر ثم كل ستة اشهر وبعد ثمانية اشهر اخبرونا انها وصلت الى مرحلة الشفاء، وباشرت بتلقي العلاج الكيمياوي قبل (13) شهرا، والى الآن تلقت (21) جرعة كيمياوية".
شفاء وتعافي
وبعد هذه المراحل من العلاج تغير الحال ويقول عنه خالها" تحسنت حالتها الصحية بشكل واضح جدا، وذهب عنها التعب المفاجئ وحالة "الفحط"، وسحب الماء من صدرها وانتهت الاورام في صدرها، واثر المرض على انزيمات الكبد وتسبب في ارتفاعها وزالت تلك المشكلة، وحالتها حاليا مستقرة بشكل تام لكنها تخضع الى المتابعة الدورية التي تستمر الى مدة (120) اسبوع للاطمئنان على صحتها بشكل كامل، وكانت تتلقى العلاج وتخرج واذا كان العلاج خزعة في الظهر تبقى ليوم واحد في المستشفى، ومنذ سنة وشهر تتعالج ابنتنا في مستشفيات العتبة الحسينية مجانا بتكاليف مدفوعة منها، وما وجدناه في تلك المستشفيات لم نجده في مكان آخر من الاستعلامات الى آخر عامل ويتفهون الحالات ويشرحون لنا خطوات العلاج، اما الطبيبة المختصة الدكتورة "انتصار الشمري" فنتواصل معها ليلا ونهارا، ومرة ارتفعت درجة حرارتها الى الاربعين واستمرت معنا الى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، بل تواصلت حتى مع اطباء المستشفى الحكومي في قضاء الخضر واعطتهم خطوات العلاج الواجب اتخاذها كونها مريضتها ومشرفة عليها، وهو تواصل مهني وانساني يجعل الطبيب موجود بقربك وان كنت في محافظة اخرى، وعند استقرار حالتها في الساعة الرابعة فجرا ابلغتنا بضرورة جلبها الى المستشفى وادخلت الى المستشفى لمدة اسبوع كامل، وعادت مناعتها طبيعية واستقرت نسبة الدم وتحسنت حالتها، والصفائح عادت لنسبتها الطبيعية، اما الملاكات التمريضية والمختبرية والفنية والادارية بل وحتى الخدمية فتصرفاتهم واهتمامهم منقطع النظير ويستجيبون لأدق التفاصيل، وتحول الآن علاجها الى حبوب تتناولها بدل الجرعات بسبب صعوبة الوصول الى كربلاء بسبب الزيارة الاربعينية، ونحن ممتنين جدا من التولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ "عبد المهدي الكربلائي" والعتبة الحسينية المقدسة لتقديمها كل تلك العناية والرعاية مجانا لنا ونحن من العائلات محدودة الدخل".
قاسم الحلفي ــ المثنى
تصوير ــ عمار الخالدي
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!