النظافة والقيافة والزي الموحد والتنسيق والترتيب يلفت نظر الزائر وهو يرى ثلة من خدام زوار ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) جاؤوا من منطقة الاحساء في المملكة العربية السعودية ليمدوا موائد الطعام بنكهات سعودية ويطعموا زائري اربعينية الامام الحسين (عليه السلام) ليلا ونهارا دون كلل او ملل، وبعد ان بدأوا بعدد لا يتعدى اصابع اليد الواحدة واصبحوا حزمة من الرجال، كل ذلك حتى ينالوا الاجر والثواب ويسجلوا اسمائهم في سجل خدام سيد الشهداء.
بداية وخطوة
وقف "ابو ثائر" مسؤول موكب "قافلة السجاد" يوعز للعاملين بتقديم الطعام والشراب والاسراع باعداد الوجبات بعد ان حل الليل وزاد زخم الزوار داخل المدينة القديمة، ويقول لوكالة نون الخبرية ان" موكبنا من مدينة الاحساء في المملكة العربية السعودية، بدأت الخدمة فيه داخل مدينة كربلاء القديمة في العام (2017) واقيم على مساحة محدود ويعتمد على مجهودات فردية من الاخوة الزائرين من الاحساء، وتولدت فكرة اقامة هذا الموكب من خلال مشاهداتنا في زياراتنا السابقة التي كنا نأتي بها الى الزيارة الاربعينية لحجم البذل والعطاء والكرم والاطعام والشراب والمبيت والمنام الذي تقدمه المواكب الحسينية وفي مقدمتها المواكب العراقية، ونحن نعرف جيدا ما ورد عن ائمة اهل البيت في عظيم الفضل لمن يطعم زائري ابي عبد الله الحسين (عليه السلام)، ومنها نصب الموكب وانطلقت الخدمة في نفس هذا المكان باربعة اشخاص وتقديم الماء فقط الى ان وصلنا الآن الى التسابق على المشاركة في الخدمة، وحاولنا ان نقدم اطعمة وعصائر واشربة مختلفة عن ما تقدمه باقي المواكب فاعتمدنا الذائقة الاحسائية في اعداد وجبات الطعام وتقديمها، لذلك ترى الاقبال الكبير على تناول اطعمة الموكب لانها تختلف عن ما يقدم في غيره".
شعار النظافة والترتيب
ويلفت النظر "ابو ثائر" الى شعار الموكب الذي يركز كثيرا على النظافة والترتيب والصورة الجميلة ويقول ان" ابرز ما يميز عمل الموكب هو النظافة التي يلتزم بها خدام الموكب بشكل كبير جدا، وبما ان طريقة تقديم الخدمة تعتمد على وجبات العمل فكل وجبة لا تتسلم العمل الا بعد ان تقوم الوجبة التي قبلها بتنظيف مكان العمل بشكل كامل، كما ينفذ الموكب بعد انتهاء الزيارة الاربعينية بحملة تنظيف شاملة لمكان الموكب والمناطق المحيطة به وغسل الشارع والارصفة كما تسلمناها ممن سهل لنا استغلال هذه المساحة"، مشيرا بالقول "لو ان جميع المواكب عملت ما نعمله لخففت الضغط على الدوائر البلدية في المدينة وادامت النظافة، ونقدم من الاكلات الاحسائية اكلة "البروستد" المكونة من قطع الدجاج، وكذلك الطعمية "الفلافل"، والبيض بالتوابل وغيرها من الاكلات، ولدى الخدام جدول بتقديم انواع مختلفة يوميا من الاطعمة مع العصائر والمياه، وكل خادم في الموكب متخصص باعداد وجبة طعام يبدع باعدادها".
توسعة الخدمات
وبعد ان اصبح للموكب جمهور وزخم زوار قرروا زيادة الخدمة والتوسع بها عن ذلك يقول ان" الموكب على نفس مساحته التي ساعدنا صاحب الفندق في تخصيص واجهة الفندق لنا وسهل لنا تقديم الخدمة، لكن خدماته كانت محدودة ومع زيادة الزوار وارتفاع عدد المتطوعين من الخدام قررنا زيادة الخدمة، كما فسحنا المجال امام اي زائر سعودي في اي حملة اخرى للمشاركة في تقديم الخدمة للزائرين، وكذلك اعطينا الفرصة للنساء بالمشاركة بالخدمة لاعمال يمارسنها في البيوت خلال اعداد وجبات الطعام مثل تقشير وتقطيع البصل وثرم الطماطم بعد ان فرزنا لهن قاطع خاص، وتتميز مدينة الاحساء ان مآتمها الحسينية تقام من بعد صلاة الفجر لغاية الساعة العاشرة ليلا بمعدل (18) ساعة يوميا، وتجد محبي آل البيت يتنقلون بين المجالس الحسينية من الصباح الى المساء، ويصل الحال بكثير من المعزين ان وجبات طعامهم الثلاثة اليومية يتناولونها في المآتم بل ويأخذون معهم من طعام العزاء الى بيوتهم للتبرك، والمرأة الاحسائية لها دور كبير في اقامة مجالس العزاء هناك لان في كل حسينية قسم خاص للنساء وتقوم بدورها بالخدمة واقامة العزاء، وهي شعائر توارثناها عن اجدادنا وآبائنا ونعلم عليها ابنائنا واحفادنا وجميع اطفالنا، لنزرع تلك العقائد في عقولهم ونفوسهم، واصبحت خدمتنا في كربلاء المقدسة رجالية ونسائية لزوار من مختلف الجنسيات العربية والاجنبية، ونحن نقدم الشكر لكل من يقصد موكبنا ونقوم بخدمته لانه هو الغاية وقد منحنا الاجر والثواب، وبدأنا باربع خدام ووصل العدد الآن الى (18) خادم حسيني رئيسي مع الكثير ممن يأتون للخدمة لايام او ساعات طلبا للثواب، وهو توفيق من الله وبركات الامام الحسين (عليه السلام) ومنها ما حصل معي حيث فقدت (5) ابناء توفوا بالامراض بعد ولادتهم بسنوات، وحصلت لي قصة مع "السيد محمـد بن الامام علي الهادي" بعد ان زرته وخاطبته بالقول "انت ابن امام واخو امام وعم امام، أسال الله بشفاعتك ان يرزقني ببنت واحضر للزيارة في السنة القادمة لاقدم شكري على كرمكم"، وبعد زيارة عيد الغدير عدنا الى الاحساء وحصل الحمل عند زوجتي في شهر محرم الحرام وولدت بنت في شهر رمضان وزرناه لنشكره في يوم عرفة واصبح عمرها الآن (13) عاما، وهي الآن تخدم معنا في الموكب".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي












التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!