ابحث في الموقع

"رزان" كأنها نسمة هواء.. العتبة الحسينية تعالج طفلة من الانبار مصابة بورم خبيث في الرأس (صور)

"رزان" كأنها نسمة هواء.. العتبة الحسينية تعالج طفلة من الانبار مصابة بورم خبيث في الرأس (صور)
"رزان" كأنها نسمة هواء.. العتبة الحسينية تعالج طفلة من الانبار مصابة بورم خبيث في الرأس (صور)

 

طفلة جميلة كأنها نسمة هواء جاءت من منطقة "جزيرة البو ذياب" التي تقع شمالي مدينة الرمادي في محافظة الانبار، هذه الطفلة تشبه معالم مدينتها التي تغفو على نهر الفرات وتعتبر واحدة من المعالم الخضراء الزاهية بالجمال والروعة في طرقها، وبساتينها، ومزارعها، وحدائقها، ظهرت عليها اعراض عدم توزان في مشيها، وكانت لها رحلة بين عيادات الأطباء وصالات العمليات للمستشفيات في محافظة الانبار والعاصمة بغداد وأصبحت زبونة لهم، فشخصت اصابتها بورم خبيث، وحطت رحالها في كربلاء لتجد يد المرجعية الدينية العليا الرحيمة ومشارط وخبرات أطباء هيئة الصحة والتعليم الطبي لتنقذها من هذا الورم الخبيث الذي كاد ان يأخذ بصرها او يصيبها بالشلل وتعافت وعادت الى حياتها ومقعدها الدراسي.

مسير بلا توازن
وقف "سامر شاكر محمود" خال الطفلة "رزان جاسم محمـد" من محافظة الانبار يشرح لوكالة نون الخبرية ما جرى لابنة اخته وما مر عليها من معاناة لا يتحملها جسدها الهش الناعم وتنقلها بين صالات العمليات والمستشفيات قائلا ان" ابنة اختي "رزان" تبلغ من العمر الآن (8) سنوات، وكانت طفلة طبيعية ومستمرة في الدراسة وتلعب مع اقرانها بشكل طبيعي، ولكن منذ عام تقريبا اكتشفنا اصابتها بمرض دون ان نعرفه عندما شاهدناها ترتجف عند مسيرها وتسير بلا توازن، فذهبنا بها الى احد أطباء الأطفال في محافظة الانبار وكان تشخيصه انها مصابة بنقص الكالسيوم في الدم واعطاها مجموعة من الادوية، وبعد أسبوع لم تتحسن حالتها وراجعنا طبيب آخر ثم جئنا بها الى العاصمة بغداد لطبيب متخصص بأمراض المفاصل واعطاها علاج وطلب منا العودة اليه بعد اسبوع، ورجعنا اليه وابلغناه انها لم تتحسن، فطلب منا اجراء فحص المفراس الاشعاعي للرأس وبعد ظهور نتيجة الفحص اخبرنا انه يشك بوجود ورم في الدماغ لديها، وعلينا ان نأخذها الى طبيب جراح متخصص، فراجعنا بها احد أطباء الجملة العصبية في منطقة الحارثية ببغداد، واكد انها مصابة بكتلة ورم في الجهة الخلفية من الرأس وتحتاج الى اجراء عملية جراحية لرفعها ولكونه كبير في السن ولا يستطيع اجراء مثل تلك العمليات المعقدة أحالنا الى طبيب جراح آخر".

عمليات وساعات
هذا التنقل بين عيادات الأطباء في الانبار وبغداد انتهى بالطفلة "رزان" في احدى المستشفيات الحكومية ويقول عنها خال الطفلة ان" الإحالة من الطبيب الجراح الثاني كانت في احد المستشفيات الحكومية بالعاصمة بغداد وأجريت لها مجموعة من الفحوصات والتحاليل ورقدت في المستشفى وتم التشخيص بوجود كتلة ورم في الجهة الخلفية من الرأس، ولابد من اجراء سحب للخزعة لإجراء عملية الزرع لبيان نوع الورم حميد ام خبيث، وادخلت الى صالة العمليات الجراحية واستمرت عمليتها لمدة (9) ساعات متواصلة، واستمرت بعد العملية بالمكوث في المستشفى لمدة حوالي اسبوع، ثم أجريت لها عملية جراحية ثانية لزرع صمام في الرأس لمرور سائل الرأس وعدم حصول اية مضاعفات، وبقيت راقدة في المستشفى لمدة (20) يوما، وبعدها خرجت الى البيت ثم عادت الى المستشفى وظهرت نتائج زرع الخزعة لكنه لم يبلغونا بنتائجها، ثم احالوها الى مستشفى مدينة الطب في العاصمة بغداد، وبعد إجراءات اتخذوها احيلت الى مستشفى الطفل في منطقة الإسكان ببغداد، ومنها احيلت الى مستشفى "الطب النووي" في منطقة الكرادة، ولم نصل الى نتيجة او تتحسن حالتها".

شفاء واعجاز
بعد تلك الرحلة العلاجية الطويلة والتعب والمعاناة والانفاق نصحنا اشخاص سبق لهم ان تعالجوا في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الأورام بمراجعتها وفعلا جئنا بـ"رزان" اليها قبل حوالي ثماني اشهر هكذا يصف البلسم الذي تشافت منه الطفلة ويضيف ان" مجيئنا الى كربلاء المقدسة في بداية فصل الصيف الماضي بعد شهر ونصف الشهر من علاجها السابق كان فيه العلاج الشافي لابنتنا، وعلى الفور أجريت لها حزمة من الفحوصات الاشعاعية والمختبرية ومعاينة في العيادة الاستشارية وابلغونا بالعودة الى محافظتنا لحين ورود اتصال من المؤسسة، وبالفعل بعد ثلاثة أيام فقط اتصلوا بنا وجئنا الى مؤسسة وارث، وعلى الفور أدخلت الى المستشفى ورقدت في غرفة تعتبر من غرف فنادق الدرجة الأولى وأجريت لها عملية جراحية رفع فيها الورم الخبيث من خلف رأسها، وكانت حالتها متأخرة وخطرة بسبب تفاقم الورم الخبيث عندها، وابلغونا انها قد تتسبب في مضاعفات تؤدي بها الى فقدان النظر او الشلل ووقعنا على تعهد بذلك، واستمرت عمليتها لمدة (7) ساعات متواصلة، وبقيت بدون ادراك ما حولها لمدة ثلاثة ايام، وبعدها فحصها الطبيب وتعرفت علينا وحركت يديها ورجليها واخبرنا الطبيب انها تعافت بشكل كامل دون مضاعفات وشفائها كان بشكل اعجازي، وتمكنت ملاكات المؤسسة الطبية والتمريضية والساندة من انقاذ "رزان" من مضاعفات خطيرة، واستمرت بعدها خطة العلاج بالجرعة الاشعاعية لمدة (45) يوما، ثم انتقلت لتلقي جلسات العلاج الكيمياوي التي وصلت الى (15) جلسة الى الآن، وبقي لها جلستان لتنتقل الى مرحلة المتابعة الدورية، وتعافت الآن وأصبحت صحتها جيدة وذهب عنها كل الألم او اختلال التوازن بالمسير وستعود الى مقاعد الدراسة قريبا"، مبينا ان" جميع مراحل علاجها على مدى اشهر عدة تصل تقريبا الى تسعة اشهر ومعه سكننا نحن عائلتها وطعامنا كان مجانا في احد الفنادق مجاني ومدفوع الكلفة من العتبة الحسينية المقدسة".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!