تعتزم وزارة الصحة افتتاح مراكز جديدة متخصصة بعلاج الأورام السرطانية في المثنى والديوانية مطلع العام المقبل، بالتوازي مع تطوير السجل الوطني الموحد للسرطان وتعزيز الصناعة الدوائية الوطنية بهذا المجال، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدرات النظام الصحي على مواجهة التحديات المتزايدة لهذا المرض، في وقت أكدت فيه لجنة نيابية تسجيل زيادة متواصلة بنسب الإصابات على مدى 33 عاماً الماضية.
وقال وزير الصحة الدكتور صالح مهدي الحسناوي، خلال انعقاد المؤتمر والمعرض الثالث لمجلس السرطان الذي عقد الخميس الماضي إن خطة الوزارة المنسجمة مع البرنامج الحكومي، ترتكز على افتتاح مركز متخصص لعلاج الأورام في كل محافظة، بما يضمن وصول الخدمة إلى جميع المواطنين، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل على توفير الأدوية الخاصة بمرضى السرطان، إلى جانب تحديث المراكز والمستشفيات القائمة، من خلال إدخال أحدث الأجهزة والتقنيات العلاجية.
وأضاف أن الدورة الحكومية الحالية منحت ملفَّ مكافحة الأورام اهتماماً استثنائياً، عبر برامج التوعية وتقديم العلاج التكاملي للمرضى، فضلاً عن تعزيز الصناعة الدوائية المحلية بالتعاون مع شركات وخبراء مختصين بأمراض السرطان.
وأكد الحسناوي أن هناك مصانع وطنية تنتج أدوية وفقاً للمعايير العالمية، ما يسهم في تخفيف الكلفة على الدولة والمرضى مقارنة بالأدوية المستوردة، مشيراً إلى أن الأعوام المقبلة ستشهد تقدماً ملموساً في مجال علاج الأورام داخل البلاد.
وفي السياق ذاته، شدد رئيس لجنة الصحة والبيئة النيابية الدكتور ماجد شنكالي، على الحاجة الملحة إلى مراكز أبحاث علمية متطورة تمكِّن من دراسة أسباب ارتفاع نسب الإصابة بالسرطان، مبيناً أن عوامل عدة تقف وراء زيادة الحالات، من أبرزها: السمنة، الغذاء غير الصحي، التلوث البيئي، وتناول الأغذية المعدلة وراثياً أو المعالجة بمبيدات كيميائية وحشرية.
ولفت إلى أن الكشف المبكر عن المرض يمثل عاملاً أساسياً لتقليل كلف العلاج وفترته الزمنية، منوهاً بأن هناك تقارير صحية تشير إلى ارتفاع نسب الإصابة بالأورام السرطانية بنسبة 42 بالمئة خلال 33 عاماً الماضية، عازياً ذلك إلى أنماط غذائية غير سليمة ورفاهية غذائية مفرطة لدى بعض الأفراد.
من جانبه، أكد الأمين العام لمجلس السرطان وطبيب معالجة الأورام الدكتور تحسين الربيعي في حديث لـ”الصباح”: أن البلاد شهدت تحسناً ملحوظاً في مستوى الرعاية الصحية لمرضى السرطان، مشيراً إلى أن وزارة الصحة رصدت زيادة في أعداد الأطباء المتخصصين بهذا المجال، إلى جانب إنتاج أدوية محلية مثبطة معتمدة علمياً أثبتت فعاليتها في معالجة حالات نادرة، خاصة سرطان الثدي والبروستات.
وأوضح أنه تم مؤخراً افتتاح مراكز لعلاج الأورام في ديالى وكركوك، فيما يرتقب افتتاح مركزين آخرين في المثنى والديوانية مطلع العام المقبل، إذ يتم تجهيزها لتقديم العلاج الشعاعي وجميع الخدمات الطبية.
وتابع الربيعي أن الوزارة تعمل على إعداد برامج صحية خاصة بالكشف المبكر والرعاية التلطيفية والدعم النفسي والاجتماعي للمرضى، إلى جانب استعراض ومناقشة التجارب والأبحاث المحلية والدولية. وبين أن أبرز التوصيات التي خرج بها المؤتمر تمثلت في: تعزيز البحث العلمي في مجال الأورام السرطانية و تطوير السجل الوطني الموحد وتكثيف برامج التوعية للكشف المبكر، فضلاً عن تحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمرضى، بما يسهم في الارتقاء بنظام الرعاية الصحية المتخصص في مواجهة هذا المرض.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!