ابحث في الموقع

العراق وإيران يبحثان عن 52 ألف جندي مفقود

العراق وإيران يبحثان عن 52 ألف جندي مفقود
العراق وإيران يبحثان عن 52 ألف جندي مفقود
تتواصل الجهود المشتركة بين العراق وإيران، بإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، للبحث عن المفقودين في الحرب العراقية – الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات وخلّفت مئات آلاف الضحايا. وبعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على انتهاء النزاع، ما يزال أكثر من 52 ألف جندي من الجانبين في عداد المفقودين، في حين تسعى الأطراف المعنية إلى تسريع وتيرة البحث والتعرف على الرفات ضمن إطار إنساني مشترك.

وأكدت المتحدث الرسمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق، هبة عدنان، في حديث لـ"الصباح"،تابعته وكالة نون أن "عمليات تبادل الرفات بين العراق وإيران تتم وفق الآلية الثلاثية التي أُنشئت عام 2008 بموجب مذكرة تفاهم وُقعت في جنيف، وتُيسرها اللجنة الدولية بهدف تنسيق الجهود بين البلدين لتحديد هوية المفقودين وإعادة رفاتهم إلى ذويهم".

وقالت عدنان: إن "الجهات المعنية في كلا الجانبين تُجري عمليات بحث ميدانية دورية، ويتم العثور بين الحين والآخر على رفات بشرية تعود إلى ضحايا الحرب، وبعد استكمال الإجراءات القانونية والفنية اللازمة والتأكد من الهوية، تُنظم عمليات تسليم رسمية بإشراف اللجنة الدولية، وتُعلن عنها في حينها من قبل الجهات المختصة".

وأوضحت، أن "آخر عملية تبادل جرت في الخامس من تشرين الأول الجاري، حيث تم تسليم رفات 70 جندياً عراقياً و48 جندياً إيرانياً ممن فُقدوا خلال الحرب في ثمانينيات القرن الماضي، بعد التحقق من هوياتهم واستكمال جميع الإجراءات الفنية والقانونية المطلوبة".

وأضافت عدنان، أن "اللجنة الدولية يسّرت منذ عام 2010 تبادل أكثر من 5,300 رفات بشرية بين البلدين، في حين تواصل اللجنة الثلاثية، التي تترأسها اللجنة، تنسيق الجهود مع اللجان الوطنية في العراق وإيران لتحديد مصير جميع المفقودين وتقديم الإجابات للعائلات التي تنتظر منذ عقود لمعرفة مصير أحبائها".

وبيّنت المتحدث، أن "فرق البحث تواجه ظروفاً صعبة ومعقدة، إذ تقع العديد من مواقع الدفن والمقابر الجماعية في مناطق نائية أو ملوّثة بالمخلفات الحربية، ما يجعل الوصول إليها محفوفاً بالمخاطر. كما أن العوامل البيئية وتغيّر معالم الأرض بمرور الزمن تُعيق عملية التعرّف على الهويات، إضافة إلى غياب قاعدة بيانات مركزية موحدة وصعوبة مطابقة المعلومات بين الجهات المعنية في البلدين".

وأكدت عدنان أن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر تواصل دعم السلطات العراقية فنياً ولوجستياً، من خلال تدريب الفرق المختصة وتزويدها بالمعدات الميدانية، وتعزيز قدراتها المؤسسية، بما يضمن إجراء عمليات البحث والانتشال وفق المعايير الإنسانية والعلمية المعتمدة دولياً".

وفي ما يتعلق بالإجراءات المتبعة بعد التعرف على الرفات، أوضحت عدنان أن "مديرية حقوق الإنسان في وزارة الدفاع العراقية هي الجهة الرسمية المسؤولة عن إبلاغ ذوي المفقودين ونشر أسماء أصحاب الرفات بعد كل عملية تبادل"، مشيرةً إلى أن "الوزارة تنشر القوائم على صفحتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، ويمكن للعائلات الاستفسار مباشرة عبر الاتصال بالمديرية على الرقم (07901945476)".

وأشارت إلى أن "اللجنة الدولية لا تتولى عملية الإبلاغ أو إجراء فحوص الحمض النووي (DNA)، إذ إن تحديد هوية الرفات هو من مسؤولية السلطات العراقية المختصة، بينما يقتصر دور اللجنة على تقديم الدعم الفني والتقني وبناء القدرات لضمان تنفيذ العمليات وفق الأصول القانونية والإنسانية".

وفي ما يخص البرامج الإنسانية الموجهة لأسر المفقودين، أوضحت عدنان أن "عمل اللجنة في ملف الحرب العراقية – الإيرانية يقتصر على إدارة الآلية الثلاثية وتنسيق عمليات البحث والتبادل، لكنها تنفّذ في الوقت ذاته برامج دعم نفسي واجتماعي واقتصادي لعائلات المفقودين".

وبيّنت أن "اللجنة الدولية، من خلال برنامج المرافقة والدعم الاجتماعي، تعمل على تعزيز صمود هذه العائلات وتمكينها من التعامل مع التحديات الناتجة عن فقدان أحبائها، وقد استفاد من أنشطة هذا البرنامج أكثر من 2,000 شخص حتى منتصف عام 2025، في إطار جهود متواصلة للتخفيف من آثار هذا الوضع الإنساني الصعب".

واختتمت عدنان حديثها بالتأكيد على أن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر ستواصل دعمها للعراق وإيران في هذا الملف الإنساني الحساس، ومساندة الجهود الرامية إلى تقديم إجابات للعائلات التي لا تزال تنتظر معرفة مصير أبنائها"، مشددةً على أن "استمرار التعاون الثلاثي بين الأطراف المعنية هو السبيل الأمثل لتحقيق التقدّم المنشود وإنهاء معاناة إنسانية استمرت لأكثر من أربعة عقود".


التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!