أختير مركزاً تدريبياً للبورد العربي والعراقي.. "مركز الهادي" قفزات نوعية في الخدمات وخطوات رصينة نحو الاعتمادية العالمية

خدمة فريدة

وقال مدير المركز الدكتور "صالح سلمان الجابري" في حديث لوكالة نون الخبرية ان "المركز حريص على تقديم الخدمة الطبية المقدمة فيه نوعية لاننا ندرك تماما بأن رؤية العتبة الحسينية المقدسة تهدف من وراء انشاء هذه المراكز تقديم صحية وطبية وفق معايير عالمية وبتكاليف زهيدة جدا اذا ما قورنت بمثل نفس الخدمات المقدمة في دول متقدمة جدا، ومن اجل ان نقدم خدمة لفئة من المرضى هم بأمس الحاجة لها وحرصا على ان تكون وفق معايير عالمية اتخذت ادارة المركز خطوة نحو العالمية وتتمثل في الطريق نحو الحصول على الاعتمادية الدولية (DMD Accreditation) من منظمة عالمية في المملكة المتحدة البريطانية (Duchenne Organization Word)"، مشيرا الى انها "خدمة جديدة تضاف الى الخدمات التي يقدمها المركز وهي الاولى من نوعها على مستوى العراق، وهنالك آراء من الخبراء العاملين معنا في المركز انها الخدمة الاولى التي تقدم على مستوى الشرق الاوسط عن طريق عيادة ما يعرف طبيا بـ"الحثل العضلي الدوشيني" من خلال توفير فريق طبي متعدد التخصصات لمعاينة هؤلاء المرضى مثل الاطباء المتخصصين في العضلات، والجملة العصبية، والجهاز الهضمي، وأمراض القلب، والغدد الصماء، و أمراض الجهاز التنفسي، و التغذية، و الطب النفسي، وأمراض الكلى، والعظام، وقد وفقنا لجمع هذا الفريق الطبي المتميز بشكل كامل، حيث يعرض المريض في نفس اليوم على هذا الفريق المتكامل، وتكمن اهمية عمل هذا الفريق الطبي في النقاشات وتبادل الآراء بنفس الوقت، وهو امر ينعكس ايجابيا على دقة تشخيص هؤلاء المرضى ووضع البرنامج العلاجي والتأهيلي لهم بما يتناسب مع كل حالة بدقة، مع الاخذ بنظر الاعتبار ان جميع المرضى المصابين مشخصين لدينا من قبل المركز سابقا بخدمات نوعية عن طريق الفحص السريري، والتحاليل الجينية، وخزع العضلات".

معايير دولية

واضاف ان "مركز الهادي هو الوحيد الذي يؤدي عملية خزعة العضلات ضمن المعايير العالمية، وفي الوقت التي تقدم هذه الخدمة في الدول الرائدة في هذا المجال مثل اميركا واليابان بتكاليف تتراوح بين (6 ــ 10) دولار اميركي، بينما كنا وقبل مدة قليلة نتقاضى مبالغ قليلة جدا لا تتجاوز (500) دولار، وسبقتها مدة كانت تقدم مجانا بالكامل"، اضافة الى "التحاليل الجينية التي خفضت كلفها الى النصف في المركز قياسا بما يستوفى في المختبرات الاهلية الخاصة"، مشيرا الى ان" عينات التحاليل الجينية ترسل عينات منها الى مختبرات حاصلة على اعتماديات دولية وعالمية لان قراءة الخارطة الجينية في التحليل يصل الى (6900) تسلسل متتابع للوصول الى التشخيص الدقيق، ومرضى ضمور العضلات الدوشيني تحصل لديهم طفرة وراثية في جين (Dystrophin) وهو اكبر الجينات على مستوى العضلات الهيكلية الذي يعطي استقرار العضلة اثناء التقلص والانبساط، وهؤلاء المرضى من عمر (5 ــ 6) سنوات يبدؤوا بالاتكاء على ايديهم لينهضوا، ومن عمر (10 ــ 15) سنة يعتمدون على الكراسي المتحركة في التنقل، وفي عمر (20 ــ 30) تصل التشنجات الشديدة جدا الى عضلات الحجاب الحاجز فيؤدي المرض الى وفاة المريض"، مبينا ان" كثير من الحالات مع وجود هذا الفريق الطبي التخصصي المتكامل يعطي امل كبير لهؤلاء المرضى الذي شخص مرضهم بـ"الحثل العضلي الدوشيني"، بأن يوضع لكل مريض برنامج علاجي يتلائم مع حالته، ومدى شدة حالته وفئته العمرية، ومن نقاشات هذا الفريق عندما تتلاقح جميع تلك الافكار في بحث علمي يحصل دقة في التشخيص ووضع البرنامج التأهيلي لهم، ومنها نخرج بخلاصة ممكن ان نحصل معها على بحوث علمية تساعدنا على صنع "بروتوكول علاج عراقي" خالص بالاعتماد على تجربتنا الشخصية بهذا المجال، وهو بحد ذاته انجاز يليق بإسم العتبة الحسينية الداعمة لهذا العمل"، لافتا الى ان" المركز سيجري بعد ستة اشهر زيارة الى منظمة (Duchenne Organization Word) البريطانية للاطلاع على ملفات هؤلاء المرضى وطريقة التعامل معهم والى اي مدى وصل الوعي لدى هؤلاء المرضى وعائلاتهم، ثم تنظم لهم زيارة حضورية ونأمل مع نهاية العام المقبل (2026) وبداية العام (2027) نكون قد اكملنا جميع المتطلبات المحددة لنا ونصبح اول مركز يمنح هذه الاعتمادية العالمية".

بطاقة طوارئ

واوضح ان "ادارة المركز وضعت لكل مريض ما يسمى بـ"بطاقة الطوارئ" (Emergency Cart) في حالة تعرضه الى وعكة او انتكاسة صحية وذهب الى اي مستشفى او مركز صحي يصبح هذا الكارت هو الدليل الذي يبين انه من ضمن مجموعة هؤلاء المرضى وهذا هو وضعه الصحي وما يتوجب اتخاذه تجاه حالته، وكذلك هناك تعليمات للعائلة وهي مهمة اخذنا على عاتقنا توعيتهم بها والى اي مدى التزامهم بما نعطيهم من بروتوكولاتهم بما يخفف من وطأة المرض عن مرضاهم، ويساعدهم للعيش الى حد ما بشكل طبيعي في حياتهم، وعلى الاقل ان يؤدوا مهامهم اليومية بأنفسهم بدون مساعدة من الآخرين، وباعتبار ان المريض يحتاح الى رعاية في المركز واخرى في المنزل"، مؤكدا ان" المركز لم يكتفي بهذا القدر مع زخم الالتزامات والمهام الواجب تأديتها للمضي بهذا الطريق، ولكن بالتنسيق مع ادارة هيئة الصحة والتعليم الطبي اتخذ القرار بالمضي باتباع المعايير العالمية حتى نستطيع الانتقال من المستوى المحلي الى العالمي، وفي نفس الوقت نسير بشكل متوازي في طريق الحصول على الاعتمادية الدولية من المؤسسة العالمية (JCI) وهي هيئة عالمية رائدة في مجال الاعتماد الصحي وتهدف إلى تحسين جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى حول العالم، وتسلمنا المصدر الاساسي من هذه المؤسسة المؤلف من (15) فصل، وكل فصل معني بخدمة طبية او متابعة او رعاية وتشخيص تقدم للمرضى، بل حتى الامور الادارية المتعلقة بالمرضى وسجلاتهم وتاريخ الاحالة المرضية، وقطعنا الى الآن نسبة (20 ــ 30) بالمئة من هذه المتطلبات، ونسعى ان تكون هذه المتطلبات هي ثقافة على مستوى المؤسسة بشكل عام وتشمل اجتهاد الجميع في تحقيق اهدافها في الارتقاء بتطبيق هذه المعايير والحصول على الاعتمادية والشهادة محصلة نتيجة، وان لا تكون مسؤولية شخص في المؤسسة، لانها قطعا ستنعكس ايجابا على جودة الخدمات المقدمة للمرضى".

مبنى جديد

وبين "الجابري" قائلا ان "المركز اخذ بنظر الاعتبار طول قائمة الانتظار لمرضاه وهو امر يعطي انطباعين الاول ان المرضى ينتظرون ويصبرون لانهم وجدوا الرعاية الطبية التي يبحثون عنها لحالاتهم ولو لم يلاحظوا التحسن الواضح على حالاتهم المرضية في فصول العلاج التي تتراوح بين (3 ــ 9) شهور لما استمروا بالمراجعة، وعلى الرغم من اننا اعلنا ان بناية المركز الحالية مؤقته، الا اننا نعلن الآن ان المبنى الجديد للمركز الذي يشيد على مساحة (10) الاف متر مربع بمعايير عالمية اكتملت مخططاته الهندسية العالمية الرائعة، وهو حاليا في قسم المشاريع الهندسية والفنية التابع للعتبة الحسينية المقدسة الذين اكملوا التصاميم الهندسية وارسلت الينا في الاسبوع الماضي وثبتنا عليها الملاحظات التي نريد اضافتها، وهنا في هذه البناية المؤقتة تمكنا من اضافة قاعات جديدة للعلاج الطبيعي وبمساحات كبيرة تمكننا من استيعاب عدد اكبر من المرضى وتقليل قائمة الانتظار واسعاف الحالات المرضية التي لا تتحمل الانتظار لفترات طويلة، بالاضافة الى قاعات العلاج الطبيعي التي ستفتتح في القريب العاجل بشكل رسمي، ولكي نوفر بيئىة مناسبة جدا لاطبائنا والخبراء الذين يتوافدون بشكل متكرر على المركز استحدثنا (4) عيادات طبية، وواحدة منها تسمى (الماستر كلينك) وهي مهمة جدا لمشروعنا لاستيعاب اكبر عدد ممكن من الاطباء ضمن الفريق الطبي المتكامل متعدد التخصصات ليمكنهم من التواجد في نفس المكان ومعاينة المريض بوقت واحد، كما وفرنا عيادة جديدة خاصة لطبيب الامراض النفسية الحاصل على شهادة الدكتوراه بهذا التخصص الطبي وبمستلزمات جديدة تتوفر لاول مرة، لان هذه الحالات المرضية تحتاج بعد التشخيص والعلاج الى رعاية نفسية كبيرة جدا للمرضى وعائلاتهم"، منوها الى ان" المركز وفر في الجانب الاداري عدد لا بأس به من المكاتب لموظفينا في اقسام الموارد البشرية، ومكافحة العدوى، والجودة، والصحة والسلامة المهنية، وباقي المفاصل كونها اقسام اساسية وجزء من هذه المؤسسة".

قاسم الحلفي - كربلاء