وتحكي الابنة السيدة "باسمة نوئيل ايليا" حالتهما المعيشية الصعبة ومعاناتهما وشظف العيش وما تعرضت له امها بالقول ان" عائلتنا تعود اصولها الى مدينة الموصل من الساحل الايمن في محافظة نينوى، انتقلنا للسكن في منطقة الدورة ببغداد قبل سنوات، وسكنا في دار مؤجرة كوننا من عائلة فقيرة ولا نملك من المال ما يمكننا من شراء دار سكنية، وبعد مدة من الزمن نفدت النقود التي نملكها ولم نستطع ان ندفع مبلغ الايجار، وابلغنا بإخلاء الدار من قبل مالكها، وكدنا ان نعيش في الشارع، فذهبنا الى مسؤول احد الكنائس وهو "الاب روبرت" في حي الميكانيك بمنطقة الدورة وشرحنا له ظروفنا الصعبة، فخاطب بكتاب رسمي المسؤول الاعلى "الاب لويس ساكو"، ووافقوا على اسكاننا في الدير الكهنوتي بمنطقة الميكانيك بالدورة في سنين العنف الطائفي في العراق، وسكنا فيه وكان حلا لكثير من مشاكلنا"، مشيرة بالقول ان" والدتي كبيرة بالسن وعمرها يبلغ (85) عاما وكانت حركتها طبيعية وتمشي في حديقة الدير او الممرات او تزور مغارة العذراء مستندة على عكاز وتعود الى غرفتها، ومنذ شهرين انتكست حالتها الصحية، فراجعت بها الى احد الاطباء في العاصمة بغداد بعيادته الخاصة، وكان تشخيصه في اول الامر ان لديها جرثومة في المعدة حيث كان اكثر من مريض مراجع له قد اصيب بها، واغلبهم يتقيؤون الطعام بعد تناوله ومنهم أمي، واخبرنا انها جرثومة منتشرة حاليا، وسيتم معالجتها وتشفى منها والدتي، وخلال علاجها ومراجعتها لاحظ الطبيب انها لم تتعاف وشك في حالتها فزودنا بكتاب احالة الى مستشفى اليرموك في العاصمة بغداد".
ورم خبيث
ذهبت السيدة "باسمة" بوالدتها الى مستشفى اليرموك ودخلت مرحلة جديدة من المراجعات تقول عنها ان" عددا من الاطباء والتمريضيين اولوا والدتي اهتماما لما علموا بحالتنا وفي مقدمتهم طبيب الباطنية "عبد المحسن راضي، والجراح "عامر قيس" الذين تعاملوا معنا باعلى درجات الاهتمام والانسانية، وخضعت الى مجموعة من الفحوصات المختبرية والاشعاعية واجريت لها قبل شهر عملية ناظورية ومنها تبين ان لديها "ورم خبيث" في المعدة، وهو السبب الذي يمنع الطعام من النزول الى المعدة ويسبب حالات التقيؤ، واصبح جسد والدتي يعاني من جفاف حاد وحصلت تغيرات على جلدها، كونها لا تستطيع تناول اي طعام، وعندها اخبرني الاطباء ان مهمتهم تتوقف الى هذا الحد لانه تخصص اطباء ومستشفيات اخرى، ولكنهم اقترحوا حلا مؤقتا مفاده انهم يفتحون فتحة في جسد والتي لادخال الطعام الى المعدة يدويا من قبلي، ولم اوافق عليه لانه صعب وفيه اذى لوالدتي، فأخرجناها من المستشفى وعدنا الى الكنيسة، وبقينا على تواصل معهم للاستشارة".
باب الامام الحسين
تعبت كثيرا ووالدتي تسوء حالتها وضاقت بي الامور وحسبت انها لا تفرج ..هكذا تصف ابنة المريضة حالتهما قبل مجيئهماالى كربلاء وتضيف انا "موظفة في وزارة البيئة ومرتبي قليل يكاد يسد رمق العيش والعلاج، وخلال احد الايام قابلت معاون المدير العام في دائرتي، وشرحت له معاناتي ومعاناة والدتي، وهو على علم بحالتي المعيشية المتدنية ومقدار راتبي، فأشار علي ان اذهب فورا الى باب الامام "الحسين" في مدينة كربلاء المقدسة واتوجه الى العتبة الحسينية في وقت الظهر، واحاول بكل جهدي ان التقي بالمتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ "عبد المهدي الكربلائي"، الذي يجلس هناك بعد الصلاة ليلبي حاجات المحتاجين والفقراء ومنها علاج المرضى وخصوصا مرضى الاورام مجانا، وشدد علي ان اعرفهم بأني من المكون المسيحي لانهم سيهتمون ايما اهتمام بنا، وبالفعل تحريت وتمكنت ان اوصل رسالتي الى رئيس هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة الدكتور "حيدر حمزة العابدي"، الذي ابدى تعاطفا كبيرا مع حالة والدتي اوصل رسالتي الى الشيخ "عبد المهدي الكربلائي" ، وبدوره ما ان عرف اننا من المكون المسيحي حتى اعطى الموافقات على علاجها مجانا على حساب العتبة الحسينية المقدسة، الذين اقدم لهما وافر الشكر والامتنان لتلك الاستجابة السريعة والانسانية، واتصلوا بنا وجئنا الى مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام واطلعوا على جميع اوراق ملفها الطبي والمراجعات الى الطبيب الخاص والمستشفى الحكومي، وادخلت والدتي يوم الاربعاء الماضي في حزمة من العيادات الاستشارية وفحصها ثلاث اطباء واجريت الفحوصات المختبرية والاشعاعية، وكان قبل كل تلك الاجراءات أثر حفاوة الاستقبال ونوعية التعامل الانساني والمهني والاخلاقي معنا الذي عوضنا عن كل الغربة التي نعيشها في داخلنا، وابلغوني ان اجراء عملية جراحية لوضع "عبارة لايصال الطعام الى معدتها ومن ثم معالجة الورم لان اجراء اي عملية جراحية لها تعد خطرة بسبب كبر سنها وجسدها الذي فقد الكثير بسبب حالة معدتها"، مبينة ان" الاهتمام الطبي بوالدتي انعكس على تحسن حالتها وسكون الآمها".
تشخيص طبي
ومن الزاوية الطبية يسرد استشاري نواظير الجهاز الهضمي الدكتور" ابو طالب هاني" حالة المريضة السيدة المسيحية لوكالة نون الخبرية قائلا ان" المريضة "ناجية شموئيل قرياقوس" البالغة من العمر (85) عاما جاءت الينا تعاني من مجموعة من الامراض المزمنة، لكن شكواها الاساسية كانت من حالة التقيؤ المستمر، وجفاف شديد جدا، واختلال في معظم العناصر المعدنية في الجسم، وكل ذلك نتج عن انسداد في نهاية المعدة، ونظرا لكبر سن المريضة ومعاناتها من جفاف شديد كان المطلوب اجراء عملية ناظورية للمعدة، ونقوم بتركيب دعامة "عبارة" تفتح مكان الانسداد في المعدة ليدخل الطعام ويتغذى الجسم، وتعذر اجراء هذه العملية لحالتها المتدهورة وحالة الجفاف الشديد لديها واختلال معادن الجسم، وقررنا رقودها في المستشفى واجراء فحوصات ووجدنا ان لديها ايضا خلل في وضائف الكلى، وباشرنا بعلاج تلك الحالات وفي مقدمتها وظائف الكلى وتعويض السوائل والمعادن المفقودة من الجسم، وجميع تلك الاجراءات الغاية منها استقرار حالتها الصحية لنتمكن من اجراء عملية الناظور للمعدة لتركيب "عبارة" في نهاية المعدة لفتح الانسداد ومرور الطعام والشراب، وهي مصابة بورم خبيث في نهاية المعدة ونحن متخصصون بعلاج هذه الانواع من الاورام ولكنها تعالج بشقين الاول العلاج بالجرعات الكيميائية او العمليات الجراحية وحسب حالة المريض وتحمله، والشق الثاني هو علاج المشكلات التي تنتج عن الورم، وعند المريضة "ناجية" تسبب الورم ومضاعفاته بحالة الانسداد بالنتيجة، وهي حاليا لا تتحمل اخذ اي جرعة كيمياوية قبل استقرار حالتها الصحية وتحمل الجرعات المقررة لها، لذلك سنبدأ بعلاج المضاعفات التي نتجت عن الورم وهي الانسداد في المعدة حتى تتمكن من تناول الطعام والشراب ويعود الجسم الى حالته الطبيعية، ومن ثم ننتقل الى اعطائها الجرعات الكيميائية، لانها حاليا لا تستطيع تناول قدح ماء واحد لوجود انسداد كامل عندها في نهاية المعدة، وهي خطة علاج طويلة ومعقدة لكن بما موجود من تكامل الخدمة الطبية في المستشفى وتوفر جميع الاجهزة الطبية الحديثة، والاطباء الخبراء الاكفاء المشاركين بعلاجها من الذي يمكن تسميته بالفريق الطبي (Consulto) متعدد التخصصات وهم اطباء الجهاز الهضمي والنواظير، والاطباء المقيمين الذين يعطونها المحاليل والمغذيات، وكذلك اطباء علاج الاورام، يمكنهم علاجها".




التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!