وقال الموقع، في هذا التقرير إن تناول جرعة منخفضة من الأسبرين يوميًا تعتبر من بين إحدى الطرق الشائعة لعلاج مرض الشريان التاجي خاصة في سن معينة، لكن هذه الطريقة أصبحت موضع تساؤل مؤخرًا حيث تشير الأدلة الناشئة إلى أن هناك خيارًا أفضل.
وجد تحليل حديث أجراه فريق دولي من أطباء القلب أن عقار كلوبيدوغريل – الذي يمنع تكتل الصفائح الدموية – يُعتبر خيارًا أفضل من الأسبرين على المدى الطويل للمرضى الذين يعانون من مرض الشريان التاجي المثبت. وقد أثبت هذا العقار الفموي فعاليته عبر مختلف الفئات العمرية والأعراق وأنواع الأجسام، وهو فعّال للغاية في “تخفيف” الدم.
ومقارنة يالأسبرين، يُقلل كلوبيدوغريل من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو وفاة ناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تقارب 14 بالمائة، والأهم من ذلك أنه لا يزيد من خطر النزيف المفرط. تم اختبار هذا العقار فقط كعلاج ثانوي، أي أنه يُستخدم للوقاية من الأحداث القلبية الوعائية الكبرى لدى من سبق لهم الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
وأفاد الموقع بأن الباحثين خلصوا إلى أن هذه النتائج توضّح أن كلوبيدوغريل هو الخيار المفضل كاستراتيجية لمضادات الصفائح الدموية على المدى الطويل بدلاً من الأسبرين لدى المرضى المصابين بمرض الشريان التاجي المثبت. ويُستخدم كلوبيدوغريل عادةً كعلاج قصير الأمد بعد النوبات القلبية أو السكتات الدماغية، وتوصي جمعية القلب الأمريكية حاليًا بأن يتناول مرضى الشرايين الطرفية – أي تلك الواقعة خارج القلب أو الدماغ – عقار كلوبيدوغريل بدلاً من الأسبرين اليومي، نظرًا لفعاليته الأكبر في الوقاية من الأحداث الوعائية الكبرى.
وعلى الرغم من أن بعض التجارب الحديثة تلفت إلى وجود فوائد لهذا العقار في حالات مرض الشريان التاجي أيضًا، إلا أن كلوبيدوغريل يُوصى به عادةً فقط إذا كان المريض غير قادر على تناول الأسبرين لأي سبب. لكن بعض أطباء القلب يرون أن البيانات التي تستند إليها هذه التوصيات أصبحت قديمة. فقد أوضح مؤلفو التحليل الأخير أن مجموعة الأدلة التي دعمت استخدام الأسبرين كعلاج أحادي طويل الأمد على مدى عقود تستند في الغالب إلى دراسات صغيرة أُجريت قبل ظهور العلاجات الدوائية الحديثة واستراتيجيات إعادة التوعية.
وقد جمع الباحثون جميع التجارب العشوائية ذات الصلة التي قارنت بين كلوبيدوغريل والأسبرين، واختاروا سبع دراسات شملت ما يقارب 29 ألف مريض تلقى نصفهم تقريبًا كلوبيدوغريل كعلاج أحادي لمرض الشريان التاجي، بينما تلقى النصف الآخر الأسبرين.
وبعد أكثر من خمس سنوات من المتابعة، كان أولئك الذين تناولوا كلوبيدوغريل أقل عرضة للإصابة بأحداث قلبية أو دماغية خطيرة من نظرائهم الذين تناولوا الأسبرين. حتى الأفراد من أصل شرق آسيوي – الذين يُعرف عنهم أنهم أقل استجابة للعلاج قصير الأمد بكلوبيدوغريل – سجلوا نتائج أفضل عند استخدامه مقارنةً بالأسبرين.
وأكد الموقع أن الفريق البحثي ليس الوحيد في اعتقاده بوجود خيارات أفضل من الأسبرين. ففي مقال نُشر في سنة 2020 في مجلة “سيركوليشن” التابعة لجمعية القلب الأمريكية، دعا أطباء القلب من جامعة “جونز هوبكنز” و”هارفارد”، ومستشفى ماساتشوستس العام، والجامعة الوطنية في أيرلندا غالواي إلى إجراء المزيد من الأبحاث.
وقد أقر الفريق بأن دور الأسبرين في العلاج المبكر للنوبة القلبية مثبت لكن الدراسات التي تناولت استخدام الأسبرين اليومي في أمراض القلب والأوعية الدموية أُجريت في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ولم تتابع المرضى لفترات طويلة، كما أن العديد منها لم يستخدم جرعات منخفضة من الأسبرين. مع ذلك، قد يكون الوقت حان لإعادة تقييم المخاطر والفوائد لاستخدام الأسبرين بجرعات منخفضة، خاصة بين كبار السن الذين يكونون أكثر عرضة لخطر النزيف.
انتهى
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!