حجم النص
الطموح أمر مشروع وخاصة اذا ما كان يحظى بالمقبولية شرعاً وقانوناً فقد تراتبت سنين عجاف على الكثير من الشباب الواع في ظل النظام السابق حاملة معها ريح القسوة والحرمان ومعتلية صهوة القيد والغربة ومستثنية من قيدها هذا من كان يحظى من النظام (بالمحسوبية والمنسوبية).
وما أن انبلج صبح جديد على العراق أطلق عليه بعض الساسة صبح الحرية والتحرير والنور حتى هرع هؤلاء الشباب في البحث عن ما يعوضهم من سنين القحط (قبل فوات الأوان) لإكمال دراستهم العليا في إحدى الجامعات العراقية ولكون مثل هذه الجامعات الرسمية قد وضعت شروطاً أشبه بالتعجيزية وخاصة (العمر والمعدل وعدد المقاعد والتفاضل) وغيرها فقد إتجهوا الى المعاهد الأهلية المعترف بها داخل العراق (بلد الحرية والنور) لكن الحظ العاثر أوقع البعض منهم في أحد المعاهد الغالية في المنصور حيث وصل مبلغ أقساط الدراسة لنيل شهادة الماجستير مثلاً الى (10) مليون دينار عداً ونقداً ولا يحق لأي طالب أداء الامتحان النهائي إن لم يكن قد حصل على إيصال من حسابات المعهد بدفع المبلغ كاملاً.
والحقيقة أن هذا المبلغ وما يرافقه من تبعات من حيث الجهد المضني ذهاباً واياباً الى المعهد في ظل الإرهاب والخوف والبحث في المكتبات العامة والأسواق عن مصادر الدراسة المكلفة لغرض إستمرار دراستهم وتقديم بحوثهم بشكل مستمر كل اسبوع الى الأساتذة الأكفاء يعد أمراً سهلاً إذا ما قارنته (وحسب العقد الموقع من قبل الطالب مع إدارة المعهد) بأنك ستمنح شهادة عليا من هذا المعهد التابع الى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. وتمنح هوية بذلك تحمل هذا العنوان .
بعد أن أكمل هؤلاء الطلبة المرحلتين الأولى والثانية من الدراسة وبنجاح ما يزال غيرهم قيد الدراسة .وقد حدثت الطامة الكبرى حين تبين فيما بعد أن هذا المعهد غير مرتبط بالجامعة العربية ولا غيرها ولا علاقة للجامعة العربية بمقرراته خاصة بعد فشل مساعي المفاوضات بين إدارة المعهد ولجنة التعليم في الجامعة العربية.
ولغرض إمتصاص التوتر الحاصل لدى الطلبة بعد إنكشاف الأمر قام عميد المعهد بإبرام عقد شراكة توأمة مع الجامعة الأردنية في عمان. وقد إطلع الطلبة على نسخة من هذا العقد في لوحة إعلانات المعهد في إنتظار ما تفصح عنه هذه الشراكة في المستقبل والتي تبين لاحقاً إنها وهما كبير حيث لم تأتِ هذه الشراكة بشيء جديد .عندها تم إستبدال إسم المعهد ,من معهد البحوث والدراسات العربية ــ الجامعة العربية ــ فرع العراق) الى (المعهد العراقي للدراسات العليا) حسب رغبة وزارة التعليم العالي العراقية على حد قول عميد المعهد . في هذه الأثناء قام الطلبة الذين أنهوا الدراسة الأولية لسنتين بنجاح بتقديم (خطة البحث) وإستحصلوا الموافقة الرسمية (حيث شملت تلك الموافقة صدور الأمر الإداري بالمصادقة على أسماء البحوث وتعيين مشرف البحوث من الأساتذة الأكفاء).
ولكن (ماكو واهس) لأن المعهد لم يزل مجهول الهوية والمصير وفي ظل هذا التخبط وتلك السوداوية ، صرح عميد المعهد مؤخراً (البشارة البشارة أيها الطلبة) فقد تم إبرام عقد شراكة مع الجامعة الأمريكية في الإمارات العربية المتحدة وأصبح هذا المعهد فرعاً من فروعها ومعترفاً به . وقد علقت صور توقيع عقد الشراكة في لوحة الإعلانات كما علق عقد الشراكة مع الجامعة الأردنية سابقاً والمخيف في الأمر أن يكون هذا العقد الأخير هو عقد (تعاون) ليس إلا أو تكون القضية برمتها (نصب وإحتيال) عندها يقع المحذور (الوقوع في المحذور لا يلغي المحذور) ولا ندري (يا سادة يا كرام) من يملك مفاتيح فك رموز هذا الطلسم ومن هو المبعوث القادم من أرض النور لينقذ طلبة العلم من متاهة المنصور؟ .
هذه معلومات كاملة زودني بها الأعزاء من الطلبة عن هذه المشكلة وأنا أضعها على طاولة ذوي الشأن ، ولعلي أعلم مسبقاً ، وليس رجماً بالغيب أنهم لن يجدوا الحل.