شفيق الكمالي عضو القيادة القطرية والقومية في حزب البعث المحظور وشاعر كلمات شعره كانت النشيد الوطني السابق.
ولد في عام 1929 في مدينة البو كمال السورية، أنتمى الى حزب البعث في اواخر الاربعينات،
وتخرج من كلية الأداب قسم اللغة العربية عام 1955، كان هارباً في القاهرة مع الرئيس صدام عن تلك الفترة ذكر الدكتور فخري قدوري في كتابه هكذا عرفت البكر وصدام
“عندما كان طالباً للماجستير في القاهرة رشح لرئاسة الأتحاد الوطني للطلبة العراقيين هناك، فانتخبه الطلاب بالاكثرية فيما حصل صدام على صوتين فقط!
صاغ شفيق البيان الأول الذي تلاه البكر من راديو بغداد صبيحة 17 تموز 1968وكلف شفيق بحمل قرار تشكلية الوزارة الأولى بعد 30 تموز الى دار الأذاعة لأعلانه وتسنم هو حقيبة وزارة الشباب.
وقد عين عضواً في مجلس قيادة الثورة في تشرين الثاني 1969 واخرج منه عام، كما اعفي من وزارة الشباب وعين سفيراً في أسبانيا حيث بقي في مدريد للفترة 1970-1971، ثم جرى تعيينه وزيراً للاعلام واعفي من المنصب أواسط ايار 1972 وعين عضواً في مكتب الشوون التربوية التابع لمجلس قيادة الثورة.
حين كان وزيراً للثقافة والاعلام أسس داراً لثقافة الأطفال التي اصدرت مجلة مجلتي وانشأ دار الأزياء العراقية وامر بتشكيل الفرقة القومية
. كان رئيس اتحاد أدباء العراق والامين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب ورئيس تحرير أفاق عربية.
في سنة 1979 زارت الملكة فرح زوجة شاه ايران العراق وطلبت من رئيس العراق (احمد حسن البكر) ونائبه صدام حسين ترحيل الامام الخميني من النجف بسبب انتفاضة الشعب الايراني ضد حكومة الشاه
قد كلف شفيق الكمالي بإبلاغ الامام الخميني برسالة صدام التي فحواها أن استمرار بقاء آية الله في النجف من شأنه أن يصبح خطراً على أمن العراق ومصلحته القومية، وأنه بالنظر إلى الحالة غير المستقرة والمتوترة في إيران، وحفاظاً على العلاقة بين البلدين عليه أن يرحل.
((كان ينظر إلينا الواحد تلو الآخر دون أن ينبس بكلمة، كان له حضور قوي. كنت أشعر كما لو كنت أقف في مهب محرك نفاث عندما يصوب عينيه نحوي. بدأت أرتعد))، ذلك ما رواه الكمالي فيما بعد مضيفاً: ((كان لدينا جميعاً نفس الشعور عندما خرجنا من عنده)).
أوائل شهر تموز 1983 ألقت أجهزة الأمن العراقية القبض أولاً على نجله الأكبر يعرب- الطالب في كلية العلوم جامعة بغداد- أمام منزله واقتادوه الى سيارة أمن كانت تنتظر.وعلم ابنه أثناء التحقيق والتعذيب أن السبب يكمن في شريط مسجل له مع بعض زملائه خلال تبادل دعابات ساخرة بالسلطة وبعض رموزها.
قبع الأبن في أقبية اجهزة الأمن اسابيع دون أن يتمكن والده فعل شيء، فقد كان الأخر مغضوباً عليه من قبل صدام ومراقباً من قبل أجهزة الأمن والمخابرات.
وبعد مضي نحو شهر اضطر الأبن، وهو في طاحونة التعذيب ليسألوه سؤالا واحدا لا غير: هل كان أبوك يتفوه بكلمات ضد الرئيس؟. وعلى كرسي مدبب ومكهرب قال الولد إن أباه كان يفعل ذلك، فاعتقل الكمالي، ويومئذ أطلقت المخابرات إشاعة تقول بأن الرجل اعتقل في الموصل وقرب الحدود مع سوريا ساعة كان يهم بالهروب إليها……وشاع الخبر بسرعة وارتسمت على الوجوه
ابتسامة سخرية خافتة، ولم يعد بمقدور صدام حسين إخفاء الأمر كثيرا عن مساعديه المقربين، فكتب ورقة صغيرة وزعها على أعضاء مجلس قيادة الثورة قال فيها: (افتوني في أمر شفيق الكمالي…هنا تبارى الذين خاطبهم الرئيس في إظهار الولاء له ومهاجمة الكمالي، وكانت أغلظ العبارات تلك التي كتبها طارق عزيز وسعدون شاكر وطه ياسين رمضان من مثل: إن الكمالي يستحق الموت وأنه خائن وأنك سيادة الرئيس لو سمحت لنا لقتلناه بأنفسنا)
، وحين لم يجدوه اقتادوا زوجته وجميع من كان في المنزل أنذاك الى أحدى السيارات الأربع أمام الدار.
في ذلك الوقت كان شفيق مايزال في مدينة الموصل، ويبدو أن المخابرات خشيت افلاته من قبضتها، فرددت اشاعة حول نيته الهرب الى سوريا.جيء بشفيق الى المخابرات في بغداد عند الساعة الحادية عشرة والنصف مساء. وفي منتصف الليل أخلت المخابرات سبيل الزوجة والمحتجزات الأخريات وتركتهن أمام البناية في حيرة …منعتها المخابرات من العودة الى منزلها نتيجة قرار بحجزه وبقية املاكه الأخرى.
أطلق سراحه بعد ثلاثة شهور واضطر بعد ذلك الى المكوث في منزله لا يبارحه، بعد أن منع من ممارسة نشاطه الأعلامي، وشطبت عضويته في المجلس الوطني لغيابه ثلاثة شهور بدون عذر مشروع! كما ورد حرفياً في قرار الشطب، وهي الفترة التي امضاها في المخابرات مكرهاً.
وحتى تكتمل السبحة سحبت منه سيارته التي كان تلقاها من صدام في وقت سابق، فبات يمضي وقته كئيباً منزوياً في منزله.
تعرض بعد أطلاق سراحه الى تغيرات صحية حيث اكتشف الأطباء اصابته بسرطان الدم مؤكدين أنه لن يحيا ألا فترة وجيزة.
أسر الى زوجته تلقيه حقنة أثناء وجوده في المخابرات على أساس مساعدتها في خفض ضغط الدم الذي كان يعاني منه وظلت هذه الحقنة محل تساؤل الجميع بعد مغادرته المعتقل ثم وفاته بعد فترة قصيرة.
وكالات
ماالرسالة التي حملها شفيق الكمالي للامام الخميني ولماذا اعدمه صدام
تعليقاتكم والموضوعات الأكثر تداولاً
أكثر المواضيع قراءة
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!