اكد ممثل المرجعية الدينية العليا خلال تكريمه لرئيس واعضاء مجلس ادارة جامعة وارث الانبياء لفوزها بمراتب متقدمة في التصنيف السنوي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي على ضرورة الاهتمام بالفروع العلمية التي تعتبر مهمة للمجتمع البشري في السنوات المقبلة في اقسام الكليات، وكذلك الاهتمام بالدراسات العليا والتركيز والاهتمام على ما تستحقه هذه الدرجة العلمية.

واوصى المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي رئيس الجامعة ومجلس ادارتها قائلا" ابارك لكم هذا الانجاز العلمي الكبير لجامعة فتية مع جامعة وارث الانبياء ورسالتنا واضحة اليكم بضرورة انشاء المدارس والجامعات والمستشفيات والمراكز العلمية، ونحن نؤكد بأن الله تعالى كرم الانسان ورفع مقامه بالعلم والمعرفة، وقيمة كل انسان ما يحسنه وما يحسنه من العلم اولا، لذلك جعله الله الانسان خليفة في الارض، وانطباق هذه الرؤيا والرسالة والهدف على واقع الحال شيء نعتز ونفتخر به كثيرا، لذلك شكرنا وتقديرنا لكم انكم قمتم بترجمة هذه الرسالة الى واقع، وتمثلت الرؤيا والرسالة الى واقعا نعيشه، ونتمنى ان يكون دائما التوفيق والارتقاء الى المراكز الاولى"، مشيرا الى انه" تارة اسابق الآخرين للوصول الى المرتبة الاولى حتى يقال عني "الاول" وهو تحصيل حاصل وليس هو المطلوب، بينما هو فعلا بواقع الحال ابحث عن التميز والارتقاء لكي اوصل هذا الانسان الى المرتبة التي تليق به ويكون متميزا بما يتناسب مع العتبة الحسينية المقدسة، ونصفها بالمقدسة لانها تقدست وتنزهت عن هذه الامور، لذلك من يعمل في هذه العتبة لابد له ان يتطابق عمله ومنهجه وهدفه وآليات عمله مع هذا العنوان، وبلوغ هذه المرتبة نريدها بواقعها، لا بعنوانها الاعلامي".

واضاف " الجميع يعرف ان شخص ما تارة يسعى الى شيء ويصل اليه، ولكن قصده وباعثه والمحرك اليه هو الوصول الى العنوان دون المعنون، والوصول الى هذه المرتبة لكي يقال عنه هو "الاول" فيبحث عن عنوان يفتخر به، وبالرغم من ان الحصول الى هذا العنوان مطلوب، ولكن المطلب الاساسي ان نصل الى هذا التميز والارتقاء وبلوغ هذه المرتبة كواقع حال، وان كان البعض يقفز على بعض المراكز الى مرتبة اسبق بأمور غير صحيحة لكننا لا نرضى بذلك، وكلنا امل بمشيئة الله في السنوات المقبلة ان تصلون الى هذه المرتبة بواقعها وتبحثون عن المعنون، بقدر ما تبحثون انكم بلغتم هذه المرتبة وتسعون بتوفير جميع الامور التي تؤدي للارتقاء بالواقع العلمي للطلبة، ولدينا امران كما هو مقتضى الآيات القرآنية والغرض من بعثة الانبياء والرسل (عليهم السلام) هو الجانب العلمي والتربوي وتزكية الانسان، لان العلم بدون تزكية وترويض للنفس وبدون تربية يصبح وبالا على المجتمع والانسان، ولكم جميع الصلاحيات للاهتمام بالجانب التربوي والاخلاقي للطلبة، والتركيز على كيفية بناء شخصية هذا الطالب حتى يتخرج وقد بني على اسس صحيحة، ويكون احيانا توظيف العلم بالمسار الصحيح والوصول الى النتائج المطلوبة، وبما يتناسب مع مكانة العقل، والعلم، والفكر، وبعثة الانبياء من اجل هذا الانسان انما يتوقف على تهذيب العلم الذي في اصله فيه تهذيب، لكن الانسان ينحرف بالعلم عن خطه الاصيل ويحوله الى شر، لذلك يأتي الجانب التربوي والاخلاقي لكي يمسك بهذا المسار ويجعله دائما في الاتجاه الصحيح، لان انحراف الجانب الاخلاقي يحرف مسار العلم الى مسار منحرف وخطير على الانسان، لذلك ارجوا الاهتمام بها الجانب مثلما تهتمون بالجانب العلمي، ويبدأ هذا الامر من الاستاذ وصعودا الى الاساتذة وعمادات الكليات ورئاسة الجامعة".

واوضح ان" عندي امل ان يكون المنهج الاثرائي وبناء شخصية الطالب ضمن المناهج التي تدرس في الجامعات، وكيف يستطيع ان يقود فيما بعد ويتحمل المسؤولية؟ وكيف يكون نزيها ويفكر بمصلحة بلده والمصلحة العامة اكثر ما يفكر بمصلحته الشخصية وباقي المقومات، ولدينا رصيد كبير من هذه المناهج، ولان اسم جامعتكم هو "وارث الانبياء" والمقصود به الامام الحسين (عليه السلام) فلابد ان ينبسط وينتشر في مرافق الجامعة التعليمية وغيرها، كما ارجو الاهتمام بالفروع العلمية التي تعتبر مهمة للمجتمع البشري في السنوات المقبلة في اقسام الكليات، لانه احيانا يبحث البعض عن فروع تحقق له بعض الامتيازات المالية وغيرها، ولكن بالنسبة للجامعة لابد ان نبحث عن التخصصات العلمية المهمة ونجعل ثقافة المجتمع هو الاهتمام بهذه التخصصات العلمية"، لاسيما مع "التوجه المجتمعي والطابع الثقافي لان المجتمع اصبح يميل الى بعض التخصصات التي كثر التوجه اليها، ومنها نأمل فتح فروع علمية مهمة في الجامعة اصبحت مدخل مهم في ارتقاء المجتمعات البشرية في وقتنا الحاضر، كما ارجو الاهتمام بالدراسات العليا واذا حصلتهم على هذا القبول، عليكم التركيز والاهتمام على ما تستحقه هذه الدرجة العلمية، وللاسف نرى بعض المؤسسات العلمية والتعليمية لا تهتم بهذا الجانب، ونريد منكم ان يكون لديكم الاصرار والارادة على تحقيق هذا الهدف بافتتاح الدراسات العليا وتهتمون بها اهتماما كبيرا حتى يشهد للجامعة انها رصينة وعلمية".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة