ابحث في الموقع

اللوبي الصهيوني وتأثيره على صناعة القرار السياسي الأمريكي

اللوبي الصهيوني وتأثيره على صناعة القرار السياسي الأمريكي
اللوبي الصهيوني وتأثيره على صناعة القرار السياسي الأمريكي

بقلم: د. سلام عودة المالكي

اللوبي أو مجموعة الضغط هو تجمُّع من الأفراد والمنظمات التي تتحد لتحقيق هدف ما بواسطة الضغط على صانعي القرارات والتشريعات لانتهاج السياسات التي تحقّق غاياتها. وتوجد هذه الظاهرة في العديد من الدول لا سيما في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تعمل بعض مجموعات الضغط على توجيه السياسة الخارجية الأمريكية لمصلحة دول أخرى أو لتحقيق مصالح اقتصادية أو غيرها.

ويعدّ اللوبي الصهيوني من أقدم اللوبيات في أمريكا، وتأسس في بداية القرن التاسع عشر، وأصبح رسمياً كقوة فاعلة في عام 1953 في عهد الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور الذي عدّ من أهم الداعمين له، آنذاك. واللوبي بهذا المعنى ليس حركة واحدة تتمتع بمرجعية أو قيادة مركزية، إنما هي شبكة من الأفراد والجماعات والمنظمات التي تعمل بشكل مستقل عن بعضها لكنها تتمحور حول هدف أساسي هو دعم وحماية إسرائيل.

ولا يضم اللوبي المؤيد لإسرائيل يهودًا أمريكيين فقط، بل يدخل ضمن إطار نشاطاته أفرادًا أو جماعات ممن يعرفون بالصهاينة المسيحيين. وتعدّ لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (التي تسمى اختصارًا أيباك) من أشهر وأهم المنظمات الداعمة لإسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك أكثر من 34 منظمة يهودية وغير يهودية تعمل لمصلحة إسرائيل.

ويستخدم اللوبي أدوات مختلفة، مثل، التمويل السياسي، والتأثير الإعلامي، وتقديم الدعم المالي والعسكري لإسرائيل، وصياغة التشريعات المؤيدة لإسرائيل. وإلى جانب إيباك والصهاينة المسيحيين هناك أصحاب المصالح الاقتصادية وصناع الرأي وجميعهم تجمعهم مصالح مشتركة سواء كانت سياسية أو دينية أو أيديولوجية أو اقتصادية تصب في مصلحة إسرائيل وتعمل من أجل دعمها وتقويتها انطلاقًا من التأثير على صانع القرار في البيت الأبيض. ويأتي على رأس قائمة مهام اللوبي الصهيوني، الآتي:

التأثير على السياسة الخارجية: يعمل اللوبي على توجيه السياسات الخارجية لدعم إسرائيل، بما في ذلك المساعدات المالية والعسكرية، ويحاول منع فرض قيود عليها.

التأثير على الكونجرس: يحشد أعضاء اللوبي الدعم لقوانين ومشاريع تعديل تشريعي تخدم مصالح إسرائيل وتضمن استمرار المساعدات لها، كما يدعمون حملات المرشحين السياسيين الذين يدعمون أجندتهم.

النفوذ المالي والإعلامي: يمتلك اللوبي قوة مالية كبيرة يستخدمها في تمويل الحملات الانتخابية والتأثير على وسائل الإعلام وصناعة الرأي العام.

بناء التحالفات: يسعى اللوبي إلى عقد تحالفات مع جماعات المصالح الأخرى لتعزيز قوته وتوسيع نطاق تأثيره.

إن الدور الرئيس الذي يقوم به اللوبي الصهيوني جعل من إسرائيل قوة عسكرية في الشرق الأوسط تتمتع بالقوة والتفوق على جميع دول المنطقة، كما أمن لها الحماية، وجنبها صدور قرارات دولية بحقها، وهذا ما جعلها تستمر بعدوانها وإبادتها للشعب الفلسطيني منذ تأسيسها حتى يومنا هذا، بل وازدادت في توسيع نطاق عدوانها على باقي دول المنطقة.

إن دور جماعات الضغط على الداخل الأمريكي تعدى حدود المنطق فهم يتحكمون في انتخابات الرئاسة والكونغرس، بل وكل من يعارض سياساتهم يكون مصيره الاقصاء والفشل، لذا لا نستغرب من مواقف الرؤساء الأميركيين المؤيد والمنحاز لمصلحة الكيان ودعمهم اللامحدود له في جميع القضايا سواء كان بالتسليح أو الدعم المادي أو الحماية الدولية فهم (اللوبي الصهيوني) يمتلكون المال والإعلام والسياسة ولديهم تغلغل ونفوذ في جميع مؤسسات الدولة. ومن هنا بات واضحا الدور الكبير الذي يلعبه هذا اللوبي في التأثير على صناعة القرار السياسي الأمريكي. وبعد مرور قرن من الزمن أصبحت الأيديولوجية الصهيونية هي المسيطرة على القرار السياسي في الولايات المتحدة وتشمل أغلب الفاعلين الأساسيين في الحكومة والمؤثرين في الرأي العام سواء كانوا رؤساء تحرير صحف أو قنوات فضائية أو رؤساء جامعات، وكذلك أهم أصحاب الشركات الكبرى التي تسيطر على عصب الاقتصاد الأمريكي، فهم يقدمون الدعم المالي والإعلامي لكل من يتفق مع مصالحهم ويعملون على تشويه وتسقيط خصومهم، وبذلك يكون التوجه العام هو ما نراه في سياسة الولايات المتحدة منذ تأسيس اللوبي الصهيوني حتى وقتنا الراهن.

المقالات لا تعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن آراء كتابها
التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!