من المفارقات الغريبة والعجيبة والتافهة ان يتحول برنامج رياضي حواري يتابعه الملايين حسب ما يقوله مقدم البرنامج إلى حلبة صراع ديكة وشقاوات اكل عليها الدهر وشرب لاعب دولي يدعي انه دكتور وهذه الدال التي يتبجح بها هي من (شهادات عشرة بالف والعلاكة ابلاش) ذلك هو رياض عبد العباس اللاعب الدولي والنجم الكبير ونقيب الرياضيين العراقيين والمسؤول الأول لنقابة الرياضيين في العراق والذي اقتحم بناية نادي الشرطة بطريقة السطو المسلح لأحتلال مقر الإدارة ومحاولة كسر اقفال السياج قبل سنوات مضت، وهناك لاعب دولي أخر ونجم كروي يصر على تنصيب نفسه بأنه احد قادة الرياضة في البلد فهو يصول ويجول في ملاعب الخماسي وفي مكاتب المسؤولين ويدعي بأنه المسؤول والوصي على اللاعبين الدوليين فهو المدافع والضامن الوحيد والأوحد لحقوق اللاعبين الرواد وميزته الكبرى انه يمت بصلة لأحد نواب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم من منطلق ( الكرعة تتباها بشعر اختها). نعم هذا النجمان واللاعبان الدوليان قدما مشهدا كوميديا بائسا بعد أن استعرضا انفلات اعصابهما وانزلاق لسانهما بالفاظ وكلمات مخجلة ومعيبة لمجرد اختلاف في وجهات النظر في برنامج رياضي حواري. اين ثقافة الحوار؟ اين مباديء وأخلاق الرياضة والرياضيين؟ ألم نفهم ان الرياضة حب وطاعة واحترام؟ اين احترام المشاهد؟ للأسف اقول أن الأصرار على استضافة هكذا شخصيات مهزوزة ومتخلفة سيفقد البرنامج الرياضي قيمته ويصبح عبارة عن مهرجان سيرك فاشل بمعنى الكلمة. َماالذي يستفيد منه المشاهد والمتابع حينما يشاهد (الدكتور) رياض او سامر سعيد او ابو حالوب او طالب جلوب او على مجبل او او؟ والقائمة للأسف باتت تطول لتشمل حتى صحفيين كنا ننتظر منهم المعلومة والتحليل المنطقي فهذا يحاول ان يمارس دور ابو علي الشيباني وهو يتحدث عن الحوت وخرم الإبرة والكوالتي وذاك يفرض تشكيلة وذاك يوزع شهادات خبرة وكفاءة لهذا اللاعب او ذاك المدرب . لقد طفحل الكيل وأصبحنا فرجة للعالم جراء هذه الجابر والبسطيات والبرامج. ترى من يستطيع أن يوقف هذه المهازل؟ ومن يستطيع أن ينظف البرامج الرياضية من هذه النفايات التي قذفتها الصدفة لكي تتصدر المشهد الاعلامي الرياضي في العراق؟ ولكي لانبخس حق الآخرين نقول ان هناك برامج محترمة فهي تحترم خصوصية وذوق الجمهور من خلال لغة الحوار وعملية انتقاء الضيوف الذين يضيفون للبرنامج الكثير من المتعة والمتابعة. كل ذلك يجري للأسف تحت مفهوم حرية الرأي والتعبير التي هي إحدى أسس الديمقراطية في البلد. لكن بالمقابل نقول ان سوء استخدام هذا المفهوم واستغلال فضاءات الحرية هي من اوصلنا لهذه الفضائح والتي افرزت لنا برامج رياضية تقدم محتوى هابط بمعنى الكلمة برامج ربما تقف خلفها جهات وأحزاب وشخصيات لاتريد للعراق الخير والاستقرار
برامجنا الرياضية، محتوى هابط..... وسلوك ساقط!
بقلم:مسلم حميد الركابي
المقالات لا تعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن آراء كتابها
كلمات مفتاحية
تعليقاتكم والموضوعات الأكثر تداولاً
أكثر المواضيع قراءة
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!