صباحات شطرية.. ذاكرة مدينة ورحلة عاطفية

تختزن المدن في ذاكرتها كثير من الاحداث والمواقف والقصص، وتنفرد بعض المدن بعراقة خاصة، لما لها من اثر في مسيرة بلد ما، وتأثيرها في تاريخه، فلا تكون هذه المدن مدنا هامشية، بل مدنا فاعلة حية نابضة بالأحداث.

هذه العراقة في تلك المدن تبعث الاعتزاز والافتخار في نفوس أبنائها، ليلقي هذا الاعتزاز نوع من الالفة والاخوة والمحبة بين افرادها، فيعيشون بحالة من الترابط الخاص الذي يجعلهم كعائلة واحدة رغم كبر المدينة وترامي أطرافها.

يبحث بعض المعتزين بمدنهم عن تاريخ المدينة التي يسكنوها، فيأخذون بالكتابة عنها بشتى فنون الادب (شعر، مقال، قصة، رواية.. الخ) ويحاولون اظهار مفاخر مدينتهم من خلال وسائل الصحافة والاعلام، فينتجون مواد فيدوية توثق لتاريخ ومآثر تلك المدينة.

في خضم فوضى السوشل ميديا وتنوع المنتج الذي يطرح فيها، ما بين هابط وتافه، وبين منتج قيمي مصنوع باحترافية، يبرز هنا برنامج تلقائي يوثق لمدينة لها تأثير كبير في المشهد العراقي، هذا البرنامج هو برنامج صباحات شطرية، والذي يوثق لمواقف واحداث قضاء الشطرة الواقع شمال مدينة الناصرية والذي يبعد عنها بحوالي 40 كم.

بلا محسنات صورية، ولا مونتاج عالي، ولا تصوير احترافي، ولا معدات متطورة، يبرز برنامج صباحات شطرية كمادة محترمة وراقية تطرح في وسائل التواصل الاجتماعي، وقد اجاد وابدع صاحب فكرة هذا البرنامج والقائم عليه الأخ الأستاذ الشيخ حيدر عطيه الغزي بما يطرحه من أفكار ولقاءات في هذا البرنامج.

هذا البرنامج الذي انتجه الأخ حيدر عطيه الغزي ببساطة وتلقائية ولقاءات عفوية، ربط أبناء المدينة بعضهم ببعض، ورسم شكلا جديدا لعلاقتهم العاطفية بمدينتهم، فنجد انفسنا نحن المتلقين مشدودين لمتابعة حلقات هذا البرنامج، والذي يؤرخ لمدينتنا المعطاء ذات التاريخ الغني بالمواقف والاحداث والشخصيات، وقد ازدان هذا البرنامج بوجود الأستاذ الأصيل ابن المدينة البار تحسين عبد النبي كمحاور ذكي ومثقف وواعي يطرح الأسئلة ويستشف حقيقة المواقف من ضيوف البرنامج.

نجح برنامج صباحات شطرية، ونجح معه صاحب الفكرة وجعل عامة الناس ينتظرون حلقاته بشغف ولهفة، واصبح البرنامج البسيط بإمكاناته التقنية وادواته التصويرية، والتي اقتصرت على هاتف جوال فقط ولاقط لاسلكي بسيط من البرامج الرائدة والاساسية في قائمة المتابعة التي يتلقاها جمهور االسوشل ميديا، فشكرا للأستاذ الشيخ حيدر عطيه الغزي على هذا العطاء وهذه الفكرة وهذا الجهد، وشكرا لشريكه في هذه الرحلة الأستاذ تحسين عبد النبي وشكرا لكل الضيوف من أبناء الشطرة الذين رفدوا ذاكرة المدينة بقصص ومعلومات دقيقة عاشوها وعاينوها بصورة مباشرة لا نقلا عن اقوال.