ابحث في الموقع

افتخر بعراقيتي رغم الجراح

افتخر بعراقيتي رغم الجراح
افتخر بعراقيتي رغم الجراح
بقلم:سامي جواد كاظم

عندما يتعرض أي بلد لخطر خارجي فالفطرة والضمير تجعل قلوب كل الشعب متحدة من اجل درء الخطر عن بلدهم ، وكل وطني شريف يبتهج عندما يسمع مواطن ابن بلده حقق انجاز ، وهكذا ، وهذا لايعني ان لا نقر ونعترف ونتالم عندما نرى في بلدنا ظواهر ما اعتدنا عليها ، ظواهر جعلت العالم ينتقدنا ، والمؤلم المفجع عندما ينكل ابن البلد ببلده من خلال عرض افلام لظواهر سلبية حدثت في بلده .

لماذا هكذا يا عراقي ، نعم جراحنا عميقة لكن علاجها التوعية والتسامح ، وحقيقة قمت بتاليف كتاب بعنوان ( موسوعة التخلف في العراق ) مخطوط الا انني تراجعت عن طباعته احتراما لبلدي وشعبي ، لكن اتعجب من تصرفات تصدر وبشكل متكرر وليست عفوي بل باعتبارها امر طبيعي ولكنه يسيء لحقوق الاخرين ، ويعتبر الشارع هو الواجهة الحقيقة لاثبات ثقافة أي شعب .

ولو سالت مجموعة اسئلة لاي عراقي عن ظواهر معينة ومن يطلع عليها يعتقدها غريبة وشاذة ولكن عندما تكون الاجابة انها تحصل وباستمرار فان ذلك مؤلم .

اصلا المواطن الذي يتصرف بشكل خاطىء بعضهم بل اغلبهم عندما تنبهه على خطأه فانه يعتذر ويصحح الخطا للموقف نفسه لكنه يكرره في موقف اخر ، وهنالك وهم القلة يصر على الخطأ ولا يعتذر ، ولو سالتهم الا تعلمون انه خطأ سيجيبك العراق كله خطأ ، هذه الاجابة الاليمة ، وحقيقة لا نريد ان نكون مصداق للحديث كيفما تكونوا يولى عليكم ، فان انتقدنا الحكومة فنحن اولى بانتقاد انفسنا .

الظاهرة المتفشية بين المواطنين انه عندما يريد انجاز عمله لا يلتفت الى الحق العام ، يعني مثلا اراد مراجعة دائرة حكومية او التبضع من سوق معين يوقف سيارته او دراجته اينما يريد دون الالتفات الى اعاقة الاخرين ، يسير امامي سائق دراجة وتوقف فجأة ليخرج من جيبه هاتفه ليرد على المكالمة وهو وسط الشارع .

الظاهرة المؤلمة جدا هي من يتصرف تصرفا حسنا فهنالك من يتعجب ويروج له مثلا لو استرجع مواطن مبلغ مفقود لاخر عثر عليه في مكان عام ، ترى مواقع التواصل والاخبار تتناقل هذه الامانة لانها اصبحت ظاهرة نادرة في بلدي .ولو قمنا بنصيحة شخص ما بانه اخطأ فانه سيرد عليك تريد ان تكون ناصح براسنا ، مع الاسف .

انا لا اتحدث عن الاعلام وهو الانعكاس المؤلم لما يجري في الشارع العراقي ، والذي يحرص على ترويجها وحتى تضخيمها لاجل التنكيل.

وظاهرة الميول المواطن لمحافظته على حساب مواطن من محافظة اخرى وحقيقة امر يؤسف له وعليه وفيه ومنه بكل الاتجاهات ، وكاننا لسنا ابناء بلد واحد ، قبل ايام حدثت اعمال شغب في اربيل ، وللاسف قرات بعض الاخبار في التواصل الاجتماعي تتحدث بشماتة عن ما جرى ، لماذا اليسوا ابناء بلدنا ؟ وان كان وضعهم خاص على اقل تقدير انهم بشر نتمنى ان يعود الامن والسلام لهم .

اما ما يخص السياسيين فهم ليسوا بمنأى عن هذا الانتقاد ، خصوصا الذين يروجون بكتب رسمية للتشهير بسياسي اخر مهما يكن انتمائه ، وما ان اتيحت له الفرصة لاجراء لقاء في برنامج حواري حتى يفتل عضلات لسانه لينكل بالاخرين دون مراعاة المواطنة .

اعتقد جدلا وخياليا لو كان د علي الوردي على قيد الحياة لكان الاعلام والفيسبوك خصوصا مصدر كتاباته التي تشفي غليله في ما يصبو عليه من راي سلبي بحق العراقيين .

يشهد الله عندما ارى افلاما عن التطور لمحافظات العراق خصوصا التي عانت من داعش وهي تعيش بسلام وامان فانني اشعر بالفخر والسعادة .

السياسي والاعلام مسؤوليتكم كبيرة امام الشعب وامام الله في خلق اجواء المحبة والتعاون ، وانت ايها المواطن العراقي مسؤوليتك جسيمة في رسم صورة ثقافية للشعب العراقي واياك ان ترمي بالمسؤولية على الحكومة ، فالاخلاق التي عليها الانسان تظهر عند الازمة واسوء ازمة عندما يكون القانون ضعيف مع شرر الفساد ، هذا هو الامتحان الذي يجب ان نكون بمستوى المسؤولية لرفع اسم بلدنا عاليا .

المقالات لا تعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن آراء كتابها
التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!