اعلنت اكاديمية الثقلين لعلاج التوحد واضطرابات النمو في محافظة البصرة التابعة للعتبة الحسينية المقدسة عن تسجيل اكثر من الفي طفلا وانضمام (120) منهم بالدوام الرسمي وتقديم خدمات تدريبية ومهارية للاطفال المتوحدين وعائلاتهم، كما قدمت خدماتها في جلسات خارجية واستشارية لمئات منهم خلال مدة (75) يوما من افتتاحها.
وقال مدير الاكاديمية الدكتور "زامل العريبي" في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" عملية تسجيل الاطفال المستهدفين بالخدمات في اكاديمية التوحد واضطراب النمو في البصرة بدأت بعد افتتاحها مباشرة، وكانت الاعداد المسجلة عبر الاطباء المتخصصين وفحصهم كبيرة جدا، حيث تجاوزت (2000) طفل الى الآن، وتوزعوا على فئات الحالات البسيطة والوسط والشديدة، كما قسموا على اعمارهم، وبلغ عدد الاطفال المشمولين بالدوام اليومي من الصباح الى الظهيرة في الاكاديمية (122) طفل، ويخضعون الى مختلف التدريبات والمهارات التي يقدمها المدربون العراقيون والعرب الموجدين في الاكاديمية، والنتائج الاولية تشير الى تقدم الحالات الايجابية لعدد من الاطفال رغم قصر مدة العلاج بسبب مهارة المعلمين واستجابة وتعاون العائلات التي سرعت باستجابة الشفاء، واكتساب بعض المهارات الاجتماعية والوظيفية التي تساعد على التقدم في العلاج".
واضاف العريبي ان" الضغط الواقع على الاكاديمية ناشئ من الاعداد الكبيرة، لكن العتبة الحسينية المقدسة التفتت الى هذا الامر وتشيد مبنى لاكاديمية توحد جديدة اوسع وخدماتها اكبر من هذه الاكاديمية لغرض استيعاب الاعداد الاخرى التي تشملها اضطرابات النمو بالاضافة الى حالات التوحد، كما لدينا للعائلات برامج التأهيل النفسي والتدريب وهو امر مهم وضروري جدا، لان الطفل في كثير من الحالات لان تواجده اطول مدة مع العائلة وفي الاكاديمية لوقت محدد، ولجعل العائلة تمتلك مهارات ومعلومات وتوجهات ايجابية للتعامل مع الطفل المصاب بالتوحد والذي يعتبر "طفل خاص" وهو وان كان عبئا اجتماعيا على عائلته، الا ان امتلاك العائلة للمهارات والمعلومات يشكل جزء مهم من خططنا لتأهيلهم نفسيا واكتسابهم بعض المهارات في التعامل مع اطفالهم المتوحدين، وما حصل من ضغوطات في العمل مثل الاعداد المتزايدة والحالات التي وقفنا عليها تدفعنا الى التفكير بطريق مختلفة".
واشار الى ان" الاكاديمية وضعت خططا لاستيعاب هذه الاعداد وادخال التكنولوجيا في العلاج مثل الذكاء الصناعي والتطور التكنولوجي الحاصل في العالم الآن لدفع الطفل المتوحد للعودة الى الحياة الطبيعية بسرعة، وننتظر فقط اكمال اعداد الملاك التدريبي حيث وصل عدد المعلمات في الاكاديمية الى (65) معلمة، وكذلك التحاق اكثر من خمسة مدربين من غير العراقيين، وفي النية زيادة اعدادهم بما يتناسب مع اعداد الاطفال المتوحدين الذين يأخذون مساحة كبيرة من العلاج والوقت والتدريب، مع توفير خطة لتأهيل الملاكات التدريبية تسير حسب ما مخطط لها، ولمسنا الفرحة الكبيرة لدى عائلات الاطفال المرضى بسبب وجود التشخيص والتأهيل والعلاج في الاكاديمية يتم على أسس علمية، ولكون منافذ العلاج في البصرة تعد محدودة، كما ان علاج الطفل خارج العراق يعتبر مكلف جدا لانه احيانا يحتاج الى سنين لاكمال علاجه، وهم حاليا سعداء ومتعاونين جدا ويسعون لاكتساب معلمات كثيرة عن مرض ابنائهم، وكذلك فان لمبادرة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي العلاجية المجانية لمدة عام كامل في الاكاديمية اثر كبير في نفوسهم وخففت عن كاهل الكثير من العائلات المتعففة والفقيرة ومحدودة الدخل".
من جانبها اكدت المدير الفني للاكاديمية "ضحى صاحب" في تصريح لوكالة نون الخبرية "بعد مرور شهرين ونصف من افتتاح الاكاديمية تمكنا ان نستقطب اكبر عدد من الاطفال، خاصة بعد مبادرة العلاج المجاني لمدة عام كامل لهذه الشريحة، وقد استفاد من خدمات العيادات الاستشارية حوالي (550) طفل، وفتحت جميع طبقات الاكاديمية مثل طبقات التدريب على النطق، وطبقتين للتوحد البسيط الذين من الممكن ان يتأهلون للالتحاق بالمدارس، وفي الطبقة الرابعة فتحنا صفوف التأهل للاكاديمية وصف تأهيلي اكاديمي، وسوف يلتحق المتدربون فيه بالمدارس في الموسم الدراسي المقبل لاستثمار الوقت في تدريبهم وتعليمهم، بعد العمل على تقويم نقاط الضعف والقوة لديهم، كما باشرنا اليوم بجلسات النطق الخارجية والسلوكية والنفسية بوتيرة عالية، لاسيما بعد حرص ادارة العتبة الحسينية المقدسة على استقطاب الاخصائيين من سوريا ولبنان لنقل تجاربهم الينا مثلما نفذ في اكاديمية لسبطين في كربلاء المقدسة، كون العراق يفتقر لوجود مثل هذا التخصص، وبدأنا عقد الجلسات بالتناوب لان لدينا في الاكاديمية حوالي (400) طفل يحتاج الى جلسات خارجية، واصبح لدينا (122) طفل موزع بين النطق والتأهيلي والاكاديمي يتدربون في قاعات واسعة للعلاج الحسي والحركي والوظيفي ومدينة تخيلية تعلم الطفل المهن والحياة الطبيعية بتصاميم دقيقة وحديثة وبتقنيات متطورة ومدربين اكفاء".
قاسم الحلفي ــ البصرة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- العتبة الحسينية تطلق مشروعا وطنيا عابرا للطوائف والحدود لعلاج مرضى السرطان والكشف عنه
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- بينهم عروس تستعد ليوم زفافها :قصف وحشي في بعلبك يخلف (19) شهيدا منهم (14) طفلا وأمرأة