استنكر ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب الجمعة في كربلاء المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 16 صفر الخير 1432هـ الموافق 21-1-2011م جميع الأعمال الإجرامية التي طالت المواطنين الأبرياء وزوار العتبات المقدسة في كربلاء وبعقوبة وتكريت...
وبين سماحته إن هذه الجهات الإجرامية التي تريد تحقيق مآربها الخبيثة في تفتيت العراق وزرع الفتنة فيه وإشاعة أجواء الفوضى وعدم الاستقرار لا تفرّق بين أبناء العراق بل هي تستهدف جميع مناطقه ومواطنيه .. فتراها تارة تقوم بأعمال تفجير إجرامية تطال المواطنين المتجمعين للعمل في سلك قوى الأمن وهم مواطنون أبرياء جاءوا طلباً لمهنة يتعيشون منها ولخدمة بلدهم كما حصل في مدينة تكريت ... وتارة يستهدفون الزوار المسالمين العزّل الذين جاءوا لزيارة سيد الشهداء ( عليه السلام) وطالب جميع أبناء الشعب العراقي الوقوف وقفة واحدة ضد هؤلاء المجرمين، كما توجه بالشكر للأجهزة الأمنية – جزاهم الله تعالى خيراً على هذه الجهود التي يبذلونها- وناشدهم بتفعيل آلية الجهد الاستخباري في هذا الشأن والعمل على تطوير الوسائل الأكثر تأثيراً لمنع تكرار هذه الأعمال الإجرامية.
وتابع صحيح إن هناك جهوداً طيبة تبذل في هذا المجال ولكنها بحاجة إلى المزيد من التطوير والكفاءة والدعم وتنظيم خلايا استخبارية فعّالة ومن عناصر نزيهة تحمل الحب والولاء لوطنها وشعبها... ولا يكفي مجرد وضع الحواجز أو نشر قوات كثيرة ... نعم هذا إجراء مطلوب ولكنه ليس بكافٍ خصوصاً وان مسيرات الزائرين تمتد عبر مئات الكيلومترات ويمكن أن يستهدف أي موضع من هذه المسيرات الممتدة عبر المسافات الطويلة ... كما انه من الضروري وجود تنسيق بين قيادات العمليات لمختلف المناطق ووجود قيادة مركزية مشرفة عليها.
وقال سماحة الشيخ الكربلائي بشأن نية الحكومة تقديم مشروع لمجلس النواب لتقليص مواد البطاقة التموينية أو إلغائها: إن مثل هذا المشروع له آثار خطيرة وتداعيات اجتماعية سيئة جداً خصوصاً على الطبقات المحرومة والمستضعفة، وإذا كانت هناك ضغوط من صندوق النقد الدولي لرفع الدعم عن القطاع العام مقابل سماحه بتقديم القروض للحكومة العراقية .. فان ذلك لا يمكن أن يكون مسوّغاً ومبرراً لرفع الدعم عن البطاقة التموينية.
وعقب إن المجتمع العراقي – في الوقت الحاضر – الذي نال فيه البعض الكثير من الثراء وبحبوحة العيش والرفاهية وفي الوقت نفسه هناك أعداد هائلة من أبنائه ما تزال تعاني الحرمان والفقر والعوز ولا تستطيع الحصول على المستوى الأدنى من العيش الكريم، وإلغاء هذه البطاقة أو تقليصها سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار للمواد الغذائية الأساسية مما سيؤدي إلى إضعاف القدرة الشرائية لأغلب المواطنين ويؤثر سلباً على ما هو مطلوب من توفير الغذاء الأساسي الكافي لهم ... وسيزيد الحرمان والمعاناة للطبقات المحرومة والفقيرة مما سيترك آثاراً اجتماعية ونفسية بل وحتى ستكون له آثار سلبية على الوضع السياسي في العراق.
وذكر إننا بأمسّ الحاجة في الوقت الحاضر لدعم هذه الطبقات حتى وان تطلب الأمر عدم الحصول على قروض من صندوق النقد الدولي.
وفي سياق آخر من خطبته تطرق سماحته إلى مسألة هروب بعض المجرمين من السجون وما تشكله هذه الظاهرة من خطورة على الوضع الأمني بقوله: لقد تكررت ظاهرة هروب السجناء الخطرين من مختلف سجون العراق .. وآخرها هروب مجموعة مؤلفة من 12 مجرماً خطراً ثبت عليهم القيام بأعمال إرهابية خطيرة ..
وأعلن إنه قد شُكلَّت لجنة للتحقيق، وتساءل قائلا: ليس المهم تشكيل لجنة بقدر ما ستسفر عن نتائج من هذا التحقيق؟ .. إذ سبق أن شكلت لجان عديدة لمثل هذه القضايا ولكن لم تعلن نتائج التحقيق ولم يكشف عن أسماء المسؤولين عن تلك الجرائم التي جرى فيها التحقيق ولم يعلن عن أسماء المسؤولين عن هرب السجناء في بقية السجون .. كما لم يتبين ما هي الإجراءات التي اتخذت!!.
وفي الختام استطرد سماحته إن الهروب الذي حصل في البصرة إنما حصل في موقع امني محصّن وبالتالي لا يمكن أن يحصل إلا من خلال تواطؤ عدد من المسؤولين المهمين، وطالب من يهمه الأمر بإجراء تحقيق مهني وموضوعي وضرورة إعلان نتائج التحقيق وبيان الإجراءات المناسبة المتخذّة بحق من اشترك في السماح للسجناء الخطرين بالهرب من تلك السجون.
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- بالصور:حريق كبير يقوم به مجهولون في ميسان يتسبب بقطع التيار الكهربائي عن عدد من المناطق بالعمارة
- بالفيديو:الصدريون يحيون ذكرى استشهاد السيد محمد الصدر ونجليه عند باب قبلة الامام الحسين (ع)
- السوداني يطلع واشنطن على جهود الإصلاح الاقتصادي والمالي ويدعو شركاتها للاستثمار في العراق