نجح المركز الارشادي التدريبي الزراعي في كربلاء المقدسة في تنفيذ مشروع زراعة النباتات الطبية والعطرية في منطقة الوند، وتمكن من جني محصول خبز النحل بعد زراعته على مساحة دونم واحد، كما زرع نماذج اخرى على سبيل التجربة نجحت زراعة ستة منها، مؤكدة استفادة النحالبن منها، كما اكدت انها تحتاج الى خطوات مكملة لتعميم الفائدة وانجاح تلك المشاريع ذات الفوائد المتعددة.
وقال مسؤول مزرعة الشهيد قيس عزيز الحمداني في منطقة الوند التابعة للمركز الارشادي التدريبي الزراعي في كربلاء المقدسة المهندس محمد مهدي كاظم في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" المزرعة نفذت للمرة الاولى مشروع زراعة النباتات الطبية والعطرية من ناحية المساحة وطريقة الري، على مساحة دونم واحد بعد نجاح تجارب زراعته في مساحات قليلة، وهو مشروع تبنته دائرة الارشاد الزراعي بالتعاون مع دائرة التصحر، لاكثار البذور وانتشار زراعة النباتات الطبية والعطرية، ويستفاد منه للعلاجات الطبية وصنع العطور والتوابل ويحقق فوائد ربحية كبيرة من رقعة جغرافية صغيرة، وكذلك طبية وعلاجية، فيما اذا توفرت معامل تصنيع واستخلاص الزيوت، ويمكن ان يحقق زراعة دونم نبات طبي ارباح تعادل مئة دونم حنطة، وهي توفر المادة الخام لصناعة الادوية والعطور".
واضاف ان" الخيار وقع على زراعة نبات خبز النخل المسمى (ورد لسان الثور) في اول سنة نقوم بزراعتها، وخططنا للسنة المقبلة زراعة حبة البركة المسماة (الحبة السوداء) او الحبة البيضاء والكمون، وزرعنا نبات خبز النحل في منتصف تشرين الاول من العام الماضي، وبعد حوالي شهرين ازهر الزرع واستمر لمدة خمسة اشهر ، وقد استفدنا من ازهاره ويعتبر مرعى جيد لطوائف النحل في فصل الشتاء حيث تقل مصادر الرحيق وحبوب اللقاح وغذاء النحل، وناتج هذا الدونم ومن خلال التجربة يكفي الى (80 ــ 100) خلية نحل، والنبتة الواحدة تحتوي من (4000 ــ 5000) زهرة تتميز بعدم سقوطها بعد زيارة الازهار لها لمرتين او ثلاثة ويأخذ حبوب اللقاح منها، وسمي بخبز النحل لاحتوائه على فوائد كبيرة للنحل ويشبه فائدة الخبز للانسان، وزرعنا النبات في دونم واحد بطريقة التنقيط، ووضعنا مسافة متر واحد بين خط وآخر و(60) سنتيمتر بين "جورة" واخرى، وبسبب كثافة المنتج اوقفنا تسميده لعدم تمكننا من المرور بين شتلاته، والصعوبة تكمن في استمرارية جمع بذوره كونه ينضج على مراحل وتكون بذوره حلوة المذاق يتجمع عليها النمل فيجب ابعادها عنه، وزودنا دائرة الارشاد بكمية منه ووزعنا على (32 ــ 35) نحال بعد ان نشرت تقارير عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن زراعتنا ونجاحها".
ولفت الى ان" المزرعة ستشهد ومن خلال توجيه دائرة التوجيه والارشاد الزراعي خلال الموسم الشتوي المقبل زراعة حبة البركة وحبة الحلوة والكمون بسبب الطلب الكبير عليها في السوق، ويمكن للمستهلك جمعها والاستفادة منها دون عملية تصنيع، وقد هيأت الارض بمساحة دونم من العام الماضي وتم تسميدها سابقا، وسيتم تسميدها مرة ثانية ولدينا جدول من دائرة التصحر بتوقيتات زراعة تلك النباتات ونفضل الزراعة الشتوية لقلة المياه في فصل الصيف، وستبدأ عمليات زراعتها كتجارب ثم نتوسع بها، وسبق ان زرعنا على مساحة (30) مترا عشر انواع من النباتات مثل الهندباء واليانسون والكزبرة والحرمل والقرنفل والكينوة والكركديه وحبة الحلوة ونجحت زراعة ستة انواع منها بعد تعريضها لضروف جوية قاسية تلائم بيئة العراق".
من جانبها اشارت المهندسة الزراعية نور عبد المنعم لوكالة نون الخبرية ان" هذه المزرعة متخصصة بالنباتات الطبية ذات الفائدة الكبيرة، وان زراعة نبات خبز النحل جاء عن تجارب تفيد الفلاحين، وخلال عقد الندوات لاحظت ان الفلاح تشجع على زراعته والتربة صالحة لوجود المواد الفعالة والمنافع المالية وبديل للادوية، الا ان المشكلة في المرحلة التي تلي زراعة هذا النبات وجني ثماره، لان مصدر رزق الفلاح هي الارض، وكيف سيتم الاستفادة من الانتاج اذا لم تتوفر جهات تتسلم منه كميات الانتاج التي سيحصجها من مزرعته، ويحتاج الى استثمار هذا المنتج من جهة حكومية او استثمارية مرخصة من وزارة الزراعة، لان هذه النباتات تكاليف زراعتها قليلة وانتاجها وفير وتحتاج الى من يشتريها من الفلاح على غرار الحنطة، لغرض ايجاد الحافز الذي يدفع الفلاح للتوجه لزراعة هذه النباتات التي يعتبر مشروع زراعتها ناجح بجميع المقاييس كونها غذاء مهم للنحل، واغناء النحالين عن نقل نحلهم بين المزارع لتغذيتها بعمليات صعبة كون مدة الزراعة استمرت لسبعة اشهر والنبات مزهر، ونفس الحال اذا دعونا الفلاح لزراعة اليانسون الذي يعتبر مهدأ للاعصاب، والدواء العشبي خالي من المواد الكيميائية، وهذا النبات لم اجد مصادر كثيرة عنه، وحاليا اجري عليه بحث لاستخراج المواد الفعالة فيه مثل عناصر الكاربوهايدرات والدهون المستخلصة منه التي تشكل فائدة للباحثين الذين يعتبرونه مصدر بحثي".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- مستقبل أخضر.. جهود لمكافحة التصحر بزراعة 15 ألف شجرة في الموصل
- 1291 مشروعًا عالقًا في العراق.. إنجازات على الورق وأطلال على الأرض!
- تـخصص لها اكثر من تريليوني دينار :ماهي الـ (37) مشروع التي خصصتها الحكومة الاتحادية لمحافظة كربلاء؟