صبي بصري ضعيف البنية وهادئ ومتمسك وناجح بدراسته ظهرت عليه اورام في الرقبة فراجع الاطباء ولم تشخص حالته بالتحديد وبقي يتعالج بالأدوية لمدة شهرين فزادت اورام رقبة ومضاعفاتها، ولجأ ذويه الى مستشفى الثقلين لعلاج الاورام في البصرة، ليجد العلاج والرعاية والاهتمام من الاطباء وباقي المنتسبين، وخضع الى بروتوكول علاجي يكاد يقضي على الورم ليتحول الى المتابعة الطبية الدورية ويعود الى حياته بعلاج مجاني تتحمله العتبة الحسينية المقدسة.
شهرين دون نتيجة
بتفصيل دقيق يشرح والد الصبي البصري المريض "علي حليم حافظ" الطالب في الصف السادس الابتدائي قصته مع السرطان منذ بدايتها الى وقتنا الحاضر ويقول لوكالة نون الخبرية ان" ولدي يبلغ من العمر (14) عاما ونسكن في قضاء "كرمة علي" بمحافظة البصرة، ظهرت عنده اورام في رقبته وظننا انها التهاب في البلعوم وراجعنا احد الاطباء في عياداته الخاصة، وشخصت انها اورام حميدة بعد اجراء التحاليل المختبرية و الفحوصات الاشعاعية واستمر على العلاج لمدة شهرين تقريبا، ولم يحصل اي تحسن في حالته بل زاد الورم في رقبته، وراجعنا طبيب آخر وعدنا الى الطبيب الاول فنصحنا بمراجعة مستشفى الثقلين لعلاج الاورام وبالفعل جئنا الى هنا في شهر كانون الاول من العام الماضي (2024)، ومن اللحظة الاولى تلقفتنا ايدي الاستعلامات واحيل ولدي الى العيادة الاستشارية ويفحصه ويعاين حالته طبيب استشاري، ومنها احيل الى الدكتورة المختصة بالاورام "وسن حميد"، وعلى الفور اجريت له التحاليل المختبرية، والفحوصات الاشعاعية، المتمثلة بالسونار، والمفراس، والايكو، وتحليل نسيجي، وظهرت في التحاليل وجود نسبة من الاصابة بالورم في الغدة اللمفاوية، فقرر الاطباء اجراء عملية جراحية لسحب خزعة من الغدة لتشخيص الحالة بأدق صورة، وظهرت النتيجة بعد شهر ان الورم "خبيث" وحددوا العلاج في شهر آذار الماضي بإعطائه (12) جرعة كيمياوية كل اسبوعين جرعة واحدة، ووصل الآن الى الجرعة الثامنة، وبدأت حالته تتحسن بفارق كبير عن بداية اصابته، واختفى الورم من رقبته، ويتناول حاليا علاجات للالتهابات، والتقيؤ، وحافظ للحرارة، وجميع الخدمات الطبية والعلاجات في المستشفى مجانية ولم ادفع دينارا واحد لان العتبة الحسينية تتكفل بتسديد النفقات بدلا عن المرضى، وقد ساعدنا هذا الامر على علاج ولدي كوني منتسب في احدى التشكيلات الامنية وراتبي محدود ومستوى العائلة المعيشي متوسط، ولو كانت تلك العلاجات في مستشفيات اهلية فلا تتحملها ميزانية العائلة لانها باهظة ومكلفة جدا، واخبرنا الاطباء انه يجب ان يترك الدراسة هذا العام اذا تلقى جرعات العلاج الكيمياوي ولكن بمساعدتهم تمكن من اداء امتحانات البكلوريا للسادس الابتدائي ونجح في الامتحان واصبح طالبا في الصف الاول المتوسط ليستمر بدراسته"، مشيرا الى ان" الخدمات الطبية والانسانية والعلاجية المقدمة في المستشفى تقدم بكل اخلاص وتفاني وطيبة مع جميع المراجعين، ووجدت مرضى من الموصل وديالى والعاصمة بغداد يتعالجون في المستشفى وتكفلت العتبة الحسينية المقدسة باسكانهم على نفقتها، اما تعامل الاطباء والتمريضيين فهو أخلاقي، ومهني، وطيب، عالي المستوى مع المرضى، ما يؤدي الى تسريع علاج المرضى بعد اطمئنانهم النفسي".
لمسات طبية
شرحت الاستشارية في امراض الدم واورام الاطفال الدكتورة "وسن حميد سعود" الطبيبة المشرفة على حالة الصبي "علي" في مستشفى الثقلين لعلاج الاورام بمحافظة البصرة خطوات علاجه لوكالة نون الخبرية قائلة ان" الصبي كان يعاني كتلة ورم في الرقبة منذ ستة اشهر، واجريت له في بداية الامر عملية سحب "خزعة" تحت التخدير العام من قبل جراح الاطفال لتشخيص المرض في المستشفى وشخصت حالته باصابته بسرطان الغدد اللمفاوية نوع "هودجكن" بالمرحلة الثالثة من المرض، وعمره يبلغ (14) عاما وبدأ علاجه بالجرعات الكيمياوية كل اسبوعين من السابع عشر من شهر آذار الماضي ويكمل علاجه بعد اعطائه باقي الجرعات المحددة له ونقوم بتقييم استجابته للعلاج عبر الفحص بجهاز "البيتسكان" مرة كل ستة اشهر في السنة الاولى، وبعدها يصبح كل ثلاثة اشهر، واذا لم يتوفر "البيتسكان" نتحول الى جهاز "المفراس"، وبعد سنتين يكون الفحص باجهزة "السونار" او "الاشعة" حسب حالة المريض، كما نركز على ضرورة تناول المريض وجبات طعام صحية مثل الابتعاد عن الحلويات او المشروبات الغازية، وضرورة تعاون عائلته في الالتزام بتوقيتات البروتوكول العلاجي، ويبقى على تناول المضادات الحيوية وحبوب الالتهابات لثلاثة اشهر ثم يتوقف واذا كانت الاستجابة ايجابية سوف لن يحتاج الى جرعات جديدة، ويخضع فقط للمتابعة الدورية التي لا تقل عن خمس سنوات بعد اكتساب الشفاء والسيطرة على المرض لان هناك مرضى تعود الاورام في اجسادهم، اما اذا كان العكس والاستجابة كانت غير ايجابية او جزئية فسيخضع الى جرعات كيمياوية واشعاعية، وكذلك اذا تعرض الى اي وعكة صحية خلال مدة المتابعة الدورية يجب عليه مراجعة المستشفى، وجميع خطوات علاجه مجانية في المستشفى".
قاسم الحلفي ــ البصرة
تصوير ــ عمار الخالدي



التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!